العقاب
وسيلة لضبط الصف
المقدمة:
إن شخصية المعلم لها أثر عظيم في عقول التلاميذ ونفوسهم، حيث يتأثرون وهم في تلك السن الصغيرة بمظهره وشكله وحركاته وسكناته وإشاراته وإيماءاته اللفظية التي تصدر عنه وسلوكه الذي يبدو منه، والطالب في المرحلة المتوسطة أسرع في كسب الكلام والحركات والتقاطها عن الذين يتصل بهم من الكبار والمعلمين والوقت الذي يقضيه الطفل في المدرسة ومع المعلمين ربما يكون أكبر من الوقت الذي يقضيه مع والده أو اخوانه، وقد أوصى الكثير من المؤدبين بضرورة اصلاح النفس أولا والعمل على التهذيب الذاتي لأن أعين الطلاب معقودة بعين المعلم، فالحسن عندهم ما استحن والقبيح ما استقبح (الجاحظ: البيان والتبيين، ص،ص، 25,92). وليست رسالة المعلمين مقصورة على تلقين التلاميذ المعلومات وإنما واجبهم أشمل وأوسع لأنهم يقومون بتربيتهم واعدادهم للحياة المستقبلة من مختلف جوانبها.
ومن الطبيعي في المعلم أن يعمل على تنمية مختلف جوانب شخصية المتعلم (الطالب) من حيث الجانب الروحي، والجانب العقلي، والاهتمام بالجانب البدني، والجانب النفسي، وغيرها، من منطلق تمكين العقيدة الاسلامية في نفس المتعلم حتى تكون ضابطًا لسلوكه وتصرفاته، مع تنمية محبة الله عز وجل وخشيته في نفسه، كما يجب على المعلم أن يربط بين النظرية والتطبيق وعدم العمل بخلاف ما نقول قال تعالى: يا أيها الذين آمنوا لم تقولوا مالا تفعلون كبر مقتًا عند الله أن تقولوا مالا تفعلون (الصف: 203) ، ويجب أعداد المناهج الدراسية لتناسب تنمية شخصية المتعلم، وأن يعطي المعلم الحرية للمتعلمين في تطبيق ما يدرسونه في المناهج، مع استخدام أساليب متنوعة في التدريس مثل اسلوب المناقشة والحوار والاعادة والتكرار وضرب الأمثلة والتشويق والاثارة واستخدام الوسائل التعليمية الحسية لفهم المجردات وغيرها (دكتور علي راشد: 1994).
وبناء على ذلك فإنه يجب على المعلم أن يتخلى عن جزء من الدور التقليدي الذي تعود المعلمون أن يقوموا به في الفصل وهو دور المتحدث والموجه والمنظم الذي لا يرى في طلابه إلا مجرد أجهزة استقبال أو استماع فقط، وهذا الدور المحدود للمعلم يحد من قدرات الطلاب أنفسهم وهذا ما يحدث لدى الطلاب في مدارسنا في الوقت الحاضر، وخاصة أن المعلم أصبح عبدًا للمادة التي يدرسها ولا يوجد له رأي إلا من خلال المنهج الذي يدرسه، ويجب عليه أن يكون متسامحًا إزاء أسئلة طلابه واحراجاته لهم، لأنه قد يتعلم شيئًا من خلالها، فالتعليم في حجرة الدراسة يجب أن يسير من خلال الاتجاه والتأثير بين الطلاب والمعلم والمعلم والطلاب على حد السواء (مرسي: 1995).
مشكلة التقرير:
هناك الكثير من النظم التعليمية والنظريات التربوية الخاصة بكيفية إمداد الطالب بالمعلومات، وخاصة أيضًا بطرق التدريس المستخدمة مع الطلاب، ومن تلك الطرق طريقة العقاب، ونظرًا لأن الكثير من الطلاب والمعلمين لا يعرفون الجوانب التربوية لطريقة العقاب، فإن هذا البحث يجيب عن الكثير من التساؤلات والتي من أبرزها:
1- ما المقصود بالعقاب.
2- ما الأثر التربوي لمبدأ استخدام العقاب في المدارس.
3- ما الأسس التي يقوم عليها استخدام مبدأ العقاب في المدارس.
4- ما التوصيات المقترحة من أجل استخدام مبدأ العقاب في المدارس.
أهداف التقرير:
يهدف هذا البحث إلى تحقيق الأمور التالية:
1. معرفة أثر العقاب في التدريس وزيادة التحصيل الدراسي.
2. معرفة الفوائد المترتبة على مبدأ العقاب.
3. التعرف على النتائج السلبية لمبدأ العقاب.
4. التعرف على كيفية تطبيق مبدأ العقاب في التدريس.
أهمية التقرير:
تبرز أهمية هذا البحث من الناحية التربوية حيث أنه يعطي التعريفات والملامح الأساسية لمبدأ العقاب، وكيفية تطبيقه كأسلوب تدريسي في المرحلة الابتدائية، كما أنه يفيد المدرسين في التعرف على مزايا وعيوب هذا المبدأ وكيفية تطبيقه، إضافة إلى الوقوف على الأسلوب الأمثل في التدريس عند استخدام مبدأ العقاب.
منهج التقرير:
استخدمت في هذا التقرير العلمي المنهج الوصفي لوصف ظاهرة البحث وهي مبدأ العقاب وتوضيح هذا المفهوم وبيان مميزاته وإيجابياته.
مصطلحات:
العقاب: هو كل ما يؤدي إلى الشعور بعدم الرضا وعدم الارتياح، كأن يقوم المعلم بالتأنيب والزجر والقسوة أو العذاب أو الحرمان الذي يعتبر من أهم أنواع العقاب والذي يعرف بأنه التأديب.
الدراسات السابقة:
هناك الكثير من الدراسات التي تناولت موضوع العقاب، ألخص بعضًا منها:
الدراسة الأولى: دراسة العلاقة بين رأي المعلمين والمعلمات في العقاب البدني وبعض صفاتهم الشخصية في مراحل التعليم العام بمحافظة الأحساء، الدكتورة مها محمد العجمي، رسالة الخليج العربي، العدد الثامن والستون، السنة التاسعة عشرة، 1419هـ 1998م.
تهدف الدراسة إلى معرفة العلاقة بين رأي المعلمين والمعلمات في العقاب البدني وبعض صفاتهم الشخصية، وقامت الباحثة بتصميم استبانة مكونة من 16 عبارة لمعرفة رأي المعلمين والمعلمات، حول استخدام العقاب البدني كوسيلة لحفظ النظام وتغيير السلوك، وكانت عينة البحث 240 معلمة، و240 معلم، في محافظة الأحساء،و استخدمت الباحثة العديد من الاستبانات والمقاييس.
وقد خرجت الباحثة بالكثير من النتائج حول العقاب البدني، ومنها سوء استخدام النظام وعدم فهم المعلمين والمعلمات له، وقد أوصت بالوصايا التالية:
1- عقد بعض الندوات التي تلقى فيها محاضرات عن أفضل اساليب حفظ النظام وتغيير السلوك.
2- على العاملين بالعلوم الاجتماعية والنفسية والتربوية أن يقدموا نتائج أبحاثهم حول أفضل الأساليب التربوية الحديثة لحفظ الانظام وتغيير السلوك.
3- ضرورة تركيز وسائل الاعلام وخاصة الاذاعة والتلفزيون على عمل برامج عن ظاهرة العقاب البدني وعرض أفضل وأحدث البدائل لحفظ النظام وتغيير السلوك.
وتختلف هذه الدراسة عن بحثي كثيرًا، وتم الاستفادة من الدراسة في الفصل الثاني من هذا البحث.
الدراسة الثانية: دراسة اتجاهات المعلمين نحو العقاب في المدارس الرسمية في محافظة مأدبا، نعيم حبيب الجعنيني، مجلة دراسات العلوم الانسانية، المجلد 22، العدد 6، الملحق، 1، طبعة عام 1995م.
تهدف الدراسة إلى التعرف على واقع اتجاهات معلمي المدارس الأساسية ذكور واناث نحو أشكال العقاب المختلفة في المدارس الرسمية الأساسية في محافظة مادبا في الأردن، وقد استخدم الباحث الكثير من الاستبانات والمقاييس الخاصة بالدراسة، ومن أبرز نتائج الدراسة:
1- وجود أهمية نسبية لما يتعلق بالعقاب البدني.
2- وجود فروق بين عينة الذكور والأناث في الميل نحو استخدام العقاب بأشكاله المختلفة.
3- وجود فروق لمستويات الخبرة الثلاث بالنسبة لاستخدام العقاب البدني.
4- وجود فروق بالنسبة لأثر المؤهل العلمي بمستوياتها لثلاثة حول استخدام العقاب.
5- التأهيل التربوي له اثر في استخدام العقاب البدني.
مقترحات الدراسة:
1. اقامة ندوات متخصصة تتناول العقاب البدني.
2. اطلاع المعلمين والمعلمات على التعليمات الخاصة بالانضباط المدرسي والتقيد بها.
3. الاستمرار في تأهيل المعلمين والمعلمات لاستخدام أساليب العقاب البدني.
4. التوعيةا لشاملة من خلال وسائل الاتصال الجماهيرية بأضرار العقاب البدني.
5. توعية معلمي المرحلة الأساسية وزيادة ثقافتهم حول العقاب البدني على الطالب.
6. تفعيل التعاون بين البيت والمدرسة.
7. الاهتمام بالمعلمين ذكور واناث ممن لهم خبرة في مجال تطبيق العقاب البدني والتعامل معه.
شروط العقاب والضرب:
1- أن لا يضرب الرأس ولا الوجه.
2- أن يكون في موضع الرجلين.
3- أن يحترس الضارب أن يجرح أو يكسر العظم.
4- أن يكون على ذنب كبير.
5- أن لا يكون بأداة حادة.
6- أن يكون ضربات خفيفات المقصود منها العقاب المعنوي وليس الجسدي.
7- أن لا يرفع السوط كثيرًا.
8- يجب التدرج في العقاب وفي أداة الضرب، من اليد أولا ثم بما يليها من القوة.
9- يجب حضور الصبيان العقاب البدني الموقع على الطفل.
10- لا يصار إلى عقاب الصبي إلا بعد سلسلة من الاجراءات والشروط التي تسبق ذلك مثل التغاضي والتسامح والنصح والارشاد.
11- النهي عن معاقبة الصبيان في حالة الغضب والانفعال. لأن علامة الغضب بذاءة اللسان في السب والشتم والتقبيح للطفل، ولهذا أوصى العلماء بالابتعاد عن ذلك (سويد: محمد نور، 1994)
12- العقاب على الصبي ثلاثة أسواط ويجب جواز ولي الأمر عند حدوث أكثر من ذلك.
13- السوط والدرة والفلقة هي أدوات للعقاب، وأن يكون بين الضربتين زمن ويكون قليلا غير موجع يثير الخوف في الطفل.
ومن الجدير بالذكر أن علماء التربية الحديثة يتفقون مع المربين العرب مثل القابسي وابن سينا وغيرهم، في آرائهم حول العقاب البدني، باستثناء الفقرة التي يرون أن يكون اول العقاب البدني موجعًا لما لذلك من آثار سلبية على التلميذ قد تحطم نفسيته وتجعله يكره الدراسة، ومن هنا يأتي دور المعلم في البحث عن الأسباب التي دفعت التلميذ إلى ارتكاب الذنب ومعالجة تلك الأسباب معالجة فعالة قبل اللجوء إلى العقاب البدني على الطفل (صعيليك: محمد أحمد، 1415).
يرى رواد التربية الحديثة أن العقاب له أثر بالغ في حياة المتعلم، ومن أولئك ثورنديك وتجاربه، حيث تبنوا فكرة العقاب وأنه يؤدي إلى خفض الميل لتكرار السلوك، الذي يعقبه مباشرة، وهو يضعف الروابط على حد تعبير ثورندايك، ورأت المدرسة أن العقاب لا يملك في ذاته أثر اضعاف السلوك.
وحينما يبدو العقاب مضعفًا للاستجابة فإن هذا أثر غير مباشر، والعقاب قد يؤدي إلى اضعاف الاستجابة، وقد لا يؤدي، وكذلك الأمر بالنسبة لسكنر وأيستس، الذين درسا آثار العقاب في استجابة الضغط على الرافعة في صندوق سكنر، وكان العقاب لديهم يقمع الاستجابة كلية لفترة من الزمن، وخلاصة تجاربهم أن العقاب له أثر مؤقت على السلوك، ولا يؤثر في العدد الكلي للاستجابات ولكنه يؤثر في المعدل (ابو حطب: فؤاد) وينظر للعقاب على أنه عقاب إذا أدى إلى نتيجة حتمية، فتوبيخ المعلم للطالب لا يكون عقابًا إلا إذا أدى إلى إضعاف السلوك فهو عقاب، أما إذا لم يضعف السلوك فالتوبيخ في هذه الحالة ليس عقابًا (الخطيب: جمال، 1990).
التحليل النفسي للعقاب:
الجناح والصفات الشاذة والسلوك السيء كالكذب والسرقة والتهرب من أداء الواجب والقسوة والجبن والغرور والعجرفة والغيرة والتفاهة والتكاسل، كلها صفات شائعة لدى الأحداث عندما يبدأ الحدث بالتمتع بقدر كبير من الاستقلال، وترجع أسباب هذه الظاهرة إلى كثير من الأسباب والعوامل والتي من أبرزها (الفقر، السكن غير الملائم، التدليل الزائد، قسوة المعاملة)، وجناح الأحداث له العديد من الأنماط والأشكال، وسوف نتناول في الصفحات القادمة إن شاء الله بعض هذه الأصناف ووضع العلاج اللازم لها.
وإن الأسباب الكثيرة وراء الجناح للكثير من الأحداث والمراهقين وخاصة في العصر الحاضر حيث تكاليف دراسة الأبناء ورعايتهم مما أدى إلى خروج الأب والأم إلى العمل لتوفير الدخل للأسرة، وبالتالي غيابهما عن أبنائهما لفترة ليست قصيرة، وعودتهم إلى البيت غير قادرين على تحمل مسألة الحوار مع بقية أفراد الأسرة، والنتيجة سعيهم للحسم تجاه أي طلب أو مناقشة مع الأبناء، وهذا الحسم يتم على أساس تغييب الحوار والمطالبة بتنفيذ القرارات الفوقية للوالدين فقط، وهي مسألة تدفع الشباب للتحاور مع نظرائهم في قضاياهم الخاصة، وهو ما يحول أوقات الفراغ لديهم إلى منتديات لقاء بين الشباب في الخارج، والذي بدوره يؤدي إلى جناح كثير من الشباب والشابات (الخطيب: جمال، مرجع سابق).
وهو جناح غير خطير، مثل أن يأخذ الولد أو الحدث قلم الحبر من زميله لمجرد مضايقته، أو أن يقطع
العقاب ومفهوم السرقة عند التلاميذ:
وقد بين الكثير من العلماء أن عادة السرقة لدى الأطفال هي من الأمراض النفسية الشائعة لدى الأطفال، واعتبروها من أفعال الطفل المنحرفة والتي تنشأ عن تفكك الأسرة وسوء التربية إلى جوانب عوامل كثيرة أخرى يضيق المجال عن ذكرها، وبينوا أن الحل الأمثل للقضاء على هذه العادة يكمن في تغيير أسلوب المعاملة للطفل سواء من والديه أو غيرهما عند ظهور المشكلة لديه (خليل: محمد محمد، 1982).
اسباب السرقة عند الطلاب:
1- الشعور بالرفض والحرمان ونقص الحب وعدم الأمن وعدم فهم الآخرين للطفل، والشعور بالعجز من قبله، سواء كان حقيقي أو متخيل، ومشاعر النقص في الأسرة والمدرسة وعم الرفاق، إضافة إلى الشعور بالمرارة والغيرة نحو واحد أو أكثر من الأخوة بسبب التفرقة في المعاملة، والشعور بالذنب بخصوص السلوك الجانح الذي يسلكه الطفل (زهران، حامد عبدالسلام، 1982).
2- الأسباب البيئية العامة: وهي أسلوب التنشئة الاجتماعية الخاطئة والنقص في عملية تعلم القيم والمعايير الاجتماعية، والبيئة الجانحة وتأثير الكبار، ونقص وسائل الترفيه ومشكلات وقت الفراغ وسوء التربية الجنسية والفقر والجهل والمرض كل ذلك يؤدي إلى تأصيل عادة السرقة عند الأطفال بغض النظر عن المرحلة التي يمر بها.
3- التماسك الأسري والتفكك الأسري، فإذا كانت الأسرة وحدة متماسكة يساهم كل عضو فيها في شؤون الأسرة المختلفة فإن ذلك يجعل الماخ الأسري إيجابيًا، أما إذا كان المنزل منهارًا بسبب انفصال الوالدين فإن الطفل يقيم علاقة غير سليمة بين الآخرين معه في البيت، مما يؤدي إلى نشوء عادة السرقة لدى الطفل (منصور: محمد جميل، 1983).
4- الأسباب البيئية داخل المنزل: ومنها أسلوب التربية الخاطيء كالافراط في اللين أو التساهل والافراط في الرعاية والحماية، وقلة الضبط والرقابة، واللامبالاة، والقسوة والافراط في العقاب عند حدوث السرقة، والتفرقة في المعاملة واضطراب العلاقات بين الوالدين في البيت تدفعه للسرقة حتى يغطي الأحداث الموجودة في البيت، إضافة إلى الاهمال والرفض وعدم الاستقرار العائلي وتفكك الأسرة كالهجران والانفصال والطلاق والسجن والموت لأحد أفراد العائلة.
5- الناحية الاقتصادية، وتشمل الفقر، ازدحام المنزل بالأطفال، انعدام وسائل الراحة كغرفة مخصصة للطفل، وغيرها مثل نقص المصروف.
6- الناحية البيئية خارج المنزل: وتشمل قرناء السوء، ومشكلات الدراسة والهروب من المدرسة والفشل الدراسي ومشكلات العمل، كل ذلك يؤدي إلى تأصيل عادة السرقة لدى الأطفال بغض النظر عن المرحلة التي يمر بها الطفل (زهران: مرجع سابق).
7- وكثيرًا ما نجد الأطفال الذين يسرقون هم من النوع غير السعيد، فهم يشعرون بالوحدة، كما أن علاقتهم بآبائهم ليست على ما يرام، وهم فاشلون في بناء علاقات مع أترابهم (المصري: نهاد).
8- الأسباب النفسية: وتشمل الصراع والاحباط والتوتر والقلق والانقباض والحرمان العاطفي واولجوع الانفعالي وانعدام الأمن، والخبرات المؤلمة والأزمات النفسية التي يمر بها الطفل، وعدم إشباع الحاجات والانمو المضطرب للذات وعدم تعديل الدوافع السيئة لدى الطفل في بداياتها، والضعف العقلي والضعف الخلقي وغيرها من الأسباب.
9- ومن الأسباب النفسية أن يشعر الطفل نفسه أنه منبوذ وغير مرغوب فيه، ويكون ذلك من الوالدين ربما لكثرة عدد الأولاد أو ضعف الرابطة بين الزوجين، ويبدو الطفل حينها سيء التوافق مع غيره وغالبًا ما يكون غير مستقر انفعاليًا، وقد نجد أن لديه ميولا كالجنوح للسرقة والكذب وغيرها من العادات السيئة.
10- ومن الأسباب النفسية شعور الطفل الذي يسرق أنه مهمل ومنبوذ من والديه، فهو يراقب حركاتهما ويتتبع خروجهما ومواعيد عودتهما بتلهف شديد وقلق بالغ، مما يؤدي لأن يقوم بمجموعة من الأفعال منها التذكر والشكوى والشقاوة والتخريب وإتلاف أدوات المنزل والأثاث والسرقة وغيرها (فهمي: مصطفى، 1982).
المفاهيم الخاصة بالعقاب في التربية الحديثة:
1- تحديد السلوك المستهدف: وهو السلوك المراد تقليله، ويجب التأكد من أن الشخص الذي سيخضع سلوكه للعقاب يفهم جيدًا ما هو متوقع منه وما هو السلوك المستهدف قبل البدء بتنفيذ العقاب.
1- جدول العقاب مهم جدًا وخاصة المتواصل، وينصح بمعاقبة السلوك غير المرغوب فيه في كل مرة يحدث فيها وتجنب معاقبته في بعض الأحيان فقط.
2- طبيعة المثيرات المستخدمة: حيث تأكد أن المثير الذي يستخدم لتقليل السلوك مثير منفر له بالفعل، فما قد يبدو منفر قد لا يكون كذلك بالنسبة للطالب.
3- شدة العقاب: وهو مما يؤثر في فعالية العقاب وشدته، وكلما زادت شدة العقاب كان أثره في السلوك أكبر، ويعني ذلك عدم استخدام العقاب العنيف وإنما تجنب زيادة شدته تدريجيًا فذلك سيؤدي في النهاية إلى تعود الشخص عليه.
4- فورية العقاب: وهي من أهم العوامل التي تزيد فعاليته، ويجب معاقبة السلوك غير المرغوب فيه بعد حدوثه مباشرة، لأن العقاب المباشر يجعل الشخص يقرن السلوك غير المرغوب فيه بالعقاب، ويؤكد له على أن ذلك السلوك لن يحتمل.
5- استخدام العقاب بهدوء: وهو الابتعاد عن الغضب، لأنه يترتب عليه عواقب وخيمة.
6- استخدام العقاب بطريقة منظمة.
7- تعزيز السلوك المرغوب فيه.
8- معاقبة السلوك وليس الفرد، ويجب أن لا يكون فيه اعتداء على كرامة الفرد، والا فقد يحاول الانتقام بشكل مباشر أو غير مباشر وقد يتأثر مفهوم الذات تأثرًا بالغاً.
9- تهيئة الظروف البيئية المناسبة للعقاب.
10- استخدام العقاب عند الضرورة فقط.
11- القياس المتكرر للسلوك المستهدف.
12- ينبغي أن يكونا لهدف الأساسي من العقاب علاجيًا (هيوز: أي جي، ترجمة: الدجيلي).
سيئات العقاب واستخدامه:
أ. قد يولد العقاب خاصة عندما يكون شديدًا العنف والعدوان والهجوم المضاد.
ب. العقاب لا يشكل سلوكات جديدة وهو يكبح السلوك غير المرغوب فيه فقط، أي أنه يعلم العقاب الشخص ماذا لا يفعل، ولا يعلمه ماذا يفعل.
ت. يولد العقاب حالات انفعالية غير مرغوب فيها كالبكاء والصراخ والخوف والخنوع.
ث. يؤثر العقاب سلبًا في العلاقات الاجتماعية بين المعاقب والمعاقب.
ج. العقاب يؤدي إلى تعود مستخدمه عليه.
ح. يؤدي إلى الهرب والتجنب.
خ. يؤدي ‘إلى خمود عام في سلوكات الشخص المعاقب، فقد تقلل معاقبة المعلم للطالب على اجابته غير الصحيحة عن السؤال من سلوكه اللفظي العام ومن مشاركته في نشاطات الصف خشية من العقاب.
د. نتائج العقاب تكون غالبًا مؤقتة.
ذ. يؤدي العقاب إلى النمذجة السيئة.
حسنات العقاب:
ينادي المربون المعاصرون إلى الاعتماد على التعزيز وليس على العقاب بغية ضبط السلوك الانساني، بسبب سيئات كثيرة، إلا أن ذلك لا يعني أن العقاب ليس له حسنات، فالحقيقة أن له الكثير من المزايا ومن أبرزها ما يلي:
1- ان الاستخدام المنظم للعقاب يساعد الفرد على التمييز بين ما هو مقبول وما هو غير مقبول.
2- العقاب إذا ما استخدم بشكل فعال يؤدي إلى إيقاف أو تقليل السلوكات غير التكيفية بسرعة، لأنه يشتمل على تعزيز مستخدمه سلبيًا وذلك من خلال التخلص من المثيرات البغيضة.
3- إن معاقبة السلوك غير المقبول يقلل من احتمال تقليد الآخرين له إذا ما رأوا نتيجة هذا الفعل وهو العقاب.
المراجع :
(1) البيان والتبيين للجاحظ الجزء الثاني، القاهرة،
(2) شخصية المعلم وأداؤه، في ضوء التوجيهات الاسلامية في التربية، دكتور علي راشد، الطبعة الأولى، 1414هـ 1993م، دار الفكر العربي، القاهرة،
(3) المعلم، المناهج وطرق التدريس، دكتور محمد عبدالعليم مرسي، دار الابداع الثقافي، الطبعة الثانية، 1415هـ 1995م،
(4) منهج التربية النبوية للطفل، محمد نور بن عبدالحفيظ سويد، دار ابن كثير للنشر، بيروت، ط1، 1419هـ 1988م،
(5) الاراء التربوية لابن سينا، محمد أحمد أبو صعيليك، مجلة الثقافة، رمضان 1415هـ الجامعة الأردنية، عمان..
(6) سيكلوجية التعلم، سيتوارت هولس، ترجمة: د. فؤاد أبو حطب، دار ماكجروهيل للنشر، الرياض، دار المريخ،
(7) تعديل السلوك، القوانين والاجراءات، د. جمال الخطيب، مكتبة الصفحات الذهبية للنشر والتوزيع، الرياض، الطبعة الثانية، 1410هـ 1990م،
(8) الطب النفسي معناه وابعاده، خليل: د. محمد محمد خليل، مطبوعات تهامة ، جدة، الطبعة الأولى، 1402هـ 1982م،.
(9) علم نفس النمو (الطفولة والمراهقة) زهران، دكتور حامد عبدالسلام زهران، عالم الكتب، القاهرة، الطبعة الخامسة، 1985م،.
(10) النمو من الطفولة إلى المراهقة، منصور: دكتور محمد جميل محمد يوسف منصور، دكتور فارق سيد عبدالسلام، تهامة للنشر، جدة، الطبعة الثالثة، 1403هـ 1983م،.
(11) دراسات في سيكولوجية التكيف ، فهمي: دكتور مصطفى فهمي، الصحة النفسية ، الناشر: مكتبة الخانجي، القاهرة، الطبعة الثانية، 1407هـ 1987م،
(12) التعلم والتعليم، مدخل في التربية وعلم النفس، أي جي هيوز، ترجمة حسن الدجيلي، عمادة شؤون المكتبات في جامعة الملك سعود، ص: 192.
(13) دراسة اتجاهات المعلمين نحو العقاب في المدارس الرسمية في محافظة مأدبا، نعيم حبيب الجعنيني، مجلة دراسات العلوم الانسانية، المجلد 22، العدد 6، الملحق، 1، طبعة عام 1995م
(14) دراسة العلاقة بين رأي المعلمين والمعلمات في العقاب البدني وبعض صفاتهم الشخصية في مراحل التعليم العام بمحافظة الأحساء، الدكتورة مها محمد العجمي، رسالة الخليج العربي، العدد الثامن والستون، السنة التاسعة عشرة، 1419هـ 1998م.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق