الابحاث المنشورة في المدونة من اعداد الباحث صاحب المدونة

مدونة التنمية والتطوير

السبت، 6 مارس 2010

الاهتمام المتزايد بالتقنيات الحديثة

الاهتمام المتزايد بالتقنيات الحديثة

في المجتمعات التعليمية

مقدمة

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله المبعوث رحمة للعالمين، وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا، وبعد، فإن التحديات التي يواجهها العالم اليوم، والتغيير السريع الذي طرأ على جميع نواحي الحياة الاجتماعية والاقتصادية والثقافية؛ يجعل من الضروري على المؤسسات التعليمية أن تأخذ بوسائل التعليم الحديثة، لتحقيق أهدافها ومواجهة هذه التحديات.

وقد أضاف التطور العلمي والتكنولوجي كثيرًا من الوسائل التي يمكن الاستفادة منها في تهيئة مجالات الخبرة للدارسين حتى يتم إعداد الفرد بدرجة عالية من الكفاءة تؤهله لمواجهة تحديات العصر.. ومن هذا المنطلق، فإن معالجة مشكلات التنمية البشرية والاجتماعية، لا يمكن أن تحدث إلا من خلال الاستعانة بوسائل الاتصال المناسبة، التقليدية منها والحديثة.

مر مفهوم تقنيات التعليم بعدة مراحل ، حتى عصرنا الحاضر ، إلى أن تبلور هذا المفهوم وفق أسس ثابتة ، ورغم ذلك نجد مجموعة ليست باليسيرة من المعلمين والمتعلمين لا زالوا يخلطون بين مفهوم الوسائل التعليمية ومفهوم تقنيات التعليم.. وفي هذا البحث سوف نستعرض مفهوم الوسائل التعليمية وتطوره، وإعطاء أمثلة لبعض الوسائل التقليدية (غير الحديثة نسبيًا)، ثم نذكر أسباب الاهتمام المتزايد بالتقنيات الحديثة للتعليم مع بعض الأمثلة لهذه التقنيات.

تطور مفهوم الوسائل التعليمية:

لقد تدرج المربون في تسمية الوسائل التعليمية، والتي تشمل وسائل الإيضاح، والوسائل البصرية، والوسائل التعليمية، بوسائل الإتصال التعليمية، وآخر تسمياتها تقنية التعليم (تكنولوجيا التربية والتعليم)، ونجد من خلال هذه التسميات أن المربين كانوا يطلقونها حسب قناعاتهم بفوائدها، والحواس التي تثيرها في اكتساب الخبرات، ونلاحظ تطور هذه التسميات أيضًا مع تطور الاختراعات وتعددها، إذا فالاهتمام بالوسائل التعليمية مر بثلاث مراحل:

(1) الاهتمام باختيار المواد التعليمية أو إنتاجها وشراء الأجهزة وتشغيلها.

(2) الاهتمام بعملية الاتصال كهدف وغاية، فأصبحت الوسائل التعليمية جزءًا متممًا لعملية الاتصال التعليمي.

(3) التركيز على تكنولوجيا التعليم (تقنيات التعليم) كأسلوب في العمل، وطريقة في التفكير، وحل المشكلات، مستعينين بنتائج البحوث العلمية في ميادين المعرفة(1).

تعريف الوسائل التعليمية:

تتعدد التعريفات حول مفهوم الوسائل التعليمية ،وقد تتباين في شكلها الظاهر إلا أنها لا تكاد تختلف كثيرا في المضمون ،فهناك من يعرف الوسائل التعليمية بأنها"الوسائل والأدوات التعليمية التي يستخدمها المعلم لنقل المحتوى سواء داخل حجرة الدراسة أو خارجها بهدف تحسين العملية التربوية،والتي لا تعتمد على الألفاظ واللغة " . وتعرف الوسائل التعليمية بأنها أدوات للتعلم، وهي تتضمن كل الأدوات والطرق التي تستخدم الحواص كلها أو بعضها(1).

كما تعرف الوسائل التعليمية بأنها "المواد التي تستخدم في حجرات الدراسة من المواقف التعليمية لتسهيل فهم معاني الكلمات المكتوبة والمنطوقة " .

وهناك من يعرف الوسائل التعليمية بأنها" جميع الأدوات والمعدات والآلات التي يستخدمها المدرس والدارس لنقل محتوى الدرس إلى مجموعة من الدارسين سواء داخل الفصل أو خارجه بهدف تحسين العملية وذلك دون الاستناد إلى الألفاظ وحدها" .

والوسائل التعليمية المستخدمة في تعليم اللغة تسمى بالمعينات السمعية أو البصرية، أو السمعية والبصرية، وهي جزء أصيل من عملية التعليم نفسها، وهي تضم مجموعة المواد التي تعتمد أساسًا على حاستي السمع والبصر، وتشمل الصور المتحركة الناطقة وهي تتضمن الأفلام والتلفزيون، كما تشمل أيضًا الأفلام الثابتة والشرائح والصور عندما تستخدم بمصاحبة تسجيلات صوتية مناسبة على اسطوانات أو شرائح(1).

وهي "الأدوات والآلات والمعدات التي يستخدمها المدرس أو الدارس لنقل محتوى الدرس إلى مجموعة من الدارسين سواء داخل الفصل أو المدرسة أو خارجها بقصد تحسين ورفع درجة كفاءة العملية التعليمية وبلوغ الأهداف المنشودة في أقل وقت ممكن وبأقل الجهد وذلك دون الاستناد إلى الألفاظ وحدها(1) " .

وبالنظر إلى التعريفات السالفة الذكر نجد أنها وإن بدت متباينة إلا أنها في الحقيقة يمكن أن تصنف إلى مجموعتين إحداهما: عرفت الوسائل التعليمية في شكلها الكامن وهى "كونها مادة أو أداة لتوضيح المعاني أو شرح الأفكار أو تدريب الطلاب على المهارات "أما الأخرى :فقد عرفت في شكلها الظاهر وهى كونها "الأداة التي يمكن أن تساعد المتعلم للابتعاد عن اللفظية والرمزية" .



مفهوم تقنيات التعليم (تكنولوجيا التعليم):

تكنولوجيا التعليم لا تعني مجرد استخدام الآلات الحديثة، ولكنها تعني في المقام الأول طريقة في التفكير لوضع منظومة تعليمية Educational System أي أنها تأخذ بأسلوب المنظومات Apporach Systems والذي يعني اتباع منهج وأسلوب وطريقة في العمل تشير في خطوات منظمة وتستخدم كل الإمكانيات التي تقدمها التكنولجيا ومن نظريات التعليم لتحقيق أهداف هذه المنظومة(1). وهذا يتوافق مع "أن تكنولوجيا التعليم تعني الوسائل والأجهزة التي يعتمد عليها المعلم أثناء قيامه بالعملية التربوية على نحو مناسب فعال"(1).

وقد عرف مجموعة من الباحثين والأساتذة السعوديين تكنولوجيا التربية والتعليم بأنها "تسخير المصادر المختلفة من بشرية وغيرها لتحسين نوعية الخبرات التعليمية وحل مشاكل التعليم"(1).

التكنولوجيا التعليمية هي مجرد إدخال أحدث مستحدثات التكنولوجيا الحديثة من أجهزة ومعدات ألكترونية وغيرها من وسائل الاتصال في ميدان التعليم جنبًا إلى جنب مع الثالوث المعروف بالمعلم والكتاب المدرسي والسبورة، وهي بلا شك مجرد تطبيق علمي لنتائج التقدم العلمي في إنتاج سلع وخدمات تكنولوجية معينة(1).



نستنتج من التعريفات السابقة أنه لا يوجد تعريف موحد لهذا المفهوم، ويمكننا القول بأن تقنيات التعليم هي طريقة في التفكير لمنهج معين في العمل يعتمد على أسلوب النظم فيحقق المعلم الأهداف المنشودة في ضوء الوسائل التكنولوجية الحديثة.

أمثلة لبعض الوسائل التعليمية التقليدية:

من الوسائل التعليمية غير الحديثة نسبيًا السبورات، ولوحات العرض، والتكوينات الخطية، والشفافيات، الصور الثابتة، الأفلام التعليمية، الوسائل السمعية، التلفزيون التعليمي، الأشياء والعينات والنماذج والتوضيحات العملية، الألعاب التعليمية، المواقف التمثيلية، والتمثيليات والمصادر التعليمية في البيئة المحلية.

مميزات الوسائل التعليمية التقليدية:

1- تنظيم المادة الدراسية وتقديمها للمتعلم بأسلوب مستوف ومفيد مما يؤدي إلى سهولة تعلمها.

2- الترغيب والاهتمام وتقبل المادة الدراسية والإقبال عليها.

3- تشجيع وتنمية الميول الإيجابية لدى التلاميذ من خلال الأقلام والتسجيلات والتلفاز.

4- تنمي القدرة اللفظية وقوتها بالسماع المستمر إلى الأفلام والتسجيلات السمعية وما تستلزمه من قراءاه إضافية (الداود: 1412هـ ، السيد: 1999م، إبراهيم: 2002م)(1).

وعلى الرغم من هذه المميزات للوسائل التعليمية التقليدية إلا أننا لا نستطيع مواكبة هذا العصر المسمى بعصر السرعة في جميع مجالاته بمجرد استخدامنا لها، ولتوضيح ذلك سنذكر بعض الأسباب التي تسهم في تفاقم الحاجة إلى استخدام تقنيات أحدث في مجال التعليم.

أسباب الاهتمام المتزايد بالتقنيات الحديثة:

إن الوسائل والتقنيات التعليمية الحديثة بما لها من إمكانات هائلة في تطوير أساليب التعليم وطرائقه القديمة بل وفي تطويره ومحتواه ومبناه قادرة على إحداث مزاوجة بينها وبين التعليم في حركة تستهدف تطويره فيما يسمى بالتكنولوجيا التعليمية، فهي بذلك تخطت مرحلة كونها مجرد إدخال لأدوات أو وسائل في التعليم بهدف تحقيق غايات مرغوب فيها، بل أصبحت نظامًا متكاملا واحدًا هو النظام التدريسي(1).

يمكن تقسيم أسباب الاهتمام المتزايد إلى ثلاثة مجالات كما قسمها الطوجي في كتابه، وهي:

أولا: في مجالات التعليم والتعلم.

ثانيًا : في مواجهة مشكلات التغير المعاصرة.

ثالثًا: مفي معالجة مشكلات التعليم والتنمية الاجتماعية في العالم العربي.

أولا: في مجالات التعليم والتعليم:

1/ الحاجة للتعلم:

تقنيات التعليم تساعد على التعلم وذلك بإشعار المتعلمين بأهمية إشباع هذه الحاجة، فالتقنيات الحديثة بطبيعة تكوينها (سواء كانت مواد تعليمية متنوعة أو أجهزة تعليمية متنوعة، أو أساليب العرض الجديدة أو الحاسوب)، فهي مشوقة وتفتح لهم آفاقًا جديدة من المعرفة، إضافة إلى كونها تثير اهتمامهم فتعالج مشكلة السرحان لديهم، فتجعلهم منتبهين للدرس، كما أنها تعالج مشكلة الألفاظ الجوفاء التي لديهم بدون معنى، فتصبح ثروة لفظية نتيجة اقتران الصوت بالصورة، فالخبرات التعليمية التي يمر بها المتعلمون تكون أقرب إلى الواقعية فتصبح لها معنى ملموسًا وثيق الصلة بالأهداف التي يسعى المتعلم إلى تحقيقها والرغبات التي يتوق إلى إشباعها(1).

2/ إيصال المتعلمين إلى مرحلة الإستعداد للتعلم:

إن أفضل التعلم هو عندما يصل المتعلمون إلى مرحلة الاستعداد للتعلم، فتسهم التقنيات الحديثة على زيادة خبرة المتعلم، فعند الاستعانة مثلا بالصور أو العرض على الحاسب أو الواقع الافتراضي، تزداد الخبرات المرئية، والمسموعة، والملموسة للمتعلمين، فيتهيئون لتعلم القراءة والكتابة وتجعلهم أكثر استعدادًا للتعلم.

3/ الحاجة إلى تنويع الخبرات:

التقنيات الحديثة تساعد على إتاحة الفرصة للمشاهدة والاستماع والممارسة، والتأمل والتفكير، فتشترك حواس المتعلم جميعها وتتكون لديه علاقات مرتبطة راسخة تربط الخبرات السابقة لديهم بالخبرة الجديدة، فيصبح التعليم باقي الأثر.

4/ اللفظية:

وهي أن يستعمل المعلم ألفاظًا ليس لها عند المتعلم نفس الدلالة التي لها عند قائلها، فالتنوع في استخدام التقنيات الحديثة في التعليم كعرض العديد من الصور أو استخدام الحاسب أو الأقراص المدمجة، فإن اللفظ يكتسب أبعادًا من المعنى تقترب من الحقيقة، وتساعد على تكوين المدركات وبناء المفاهيم العلمية السليمة.

فمثلاً إذا ذكرنا للمتعلم أن كريات الدم الحمراء عددها أكبر من كريات الدم البيضاء في الدم، إضافة إلى أن شكلها مقعر، فإنه قد يلتبس عليه شكلها أو لا يمكنه تصور نسبة الحجم بينهما، ولكن عن طريق التقنيات الحديثة مثل الواقع الافتراضي الذي يمكنه من المرور بين هذه الكريات ولمسها والتحقق من شكلها ومقارنة حجم الكريات الحمراء بالبيضاء، عندها تصبح المعلومة عنده خبرة حقيقية أو بديلة تقرب الواقع إلى ذهنه، وكلما مر بخبرات جديدة كلما زادت قدرته على تعديل الخبرات السابقة، وإعادة تصنيفها فيزداد فهمًا للمعاني التي توصل إليها حتى يصل إلى تكوين التعميمات التي تساعده على إتمام عمليات الاتصال والتفاهم.

5/ الحاجة إلى زيادة مشاركة المتعلم الإيجابية:

فالتقنيات الحديثة تؤدي إلى تنمية قدرة المتعلمين على اتباع أسلوب التفكير العلمي للوصول إلى حل المشكلات، وتحسين نوعية التعليم ورفع مستوى الأداء لدى المتعلمين، مثل إشراكهم في تحديد الأسئلة والمشكلات التي يسعى إلى حلها، واختبار الوسائل المناسبة لذلك، مثل عرض الكتاب الإلكتروني ومشاهدته للوصول إلى إجابات عن هذه الأسئلة.

6/ الحاجة إلى تنويع أساليب التعزيز:

إن استخدام التقنيات الحديثة تثبت الاستجابات الصحيحة وتأكد التعلم مثل استخدام التعليم البرنامجي، فيعرف المتعلم الخطأ والصواب مباشرة في إجابته، فيتم تعزيز الإجابة السليمة لديه.

7/ الفروق الفردية:

إن المتعلمين يختلفون فيما بينهم في القدرات والاستعدادات، فالبعض يفضل الشرح النظري، ويحصل فيه على أعلى المستويات في التحصيل، والبعض الآخر يحتاج إلى الخبرات البصرية، مثل مشاهدة الأفلام والبعض يحتاج إلى الخبرات الملموسة، وهذا يتوفر في التقنيات الحديثة المعقدة، مثل الواقع الافتراضي الذي يتناول الوسائل مجتمعة.

8/ الحاجة إلى ترتيب الأفكار واستمرارها لدى المتعلم:

مثل عرض الأفلام المتحركة أو الأقراص المدمجة في الحاسب عبر خطوات منطقية متسلسلة لعرض المادة التعليمية، فهي أدعى إلى فهم المادة وترتيب أفكارها لدى المتعلم.

9/ الحاجة إلى تعديل السلوك وتكوين الاتجاهات الجديدة:

إن استخدام التقنيات الحديثة كالفيديو المتفاعل والحاسب وغيرهما تعمل على تعديل سلوك الأفراد واتجاهاتهم وإكسابهم أنماطًا جديدة من السلوك، وتأكيد الاتجاهات التي تتماشى مع التغيرات التي تمر في المجتمع.

ثانيًا: في مواجهة مشكلات التغير المعاصرة:

1/ الانفجار السكاني:

من حقائق هذا العصر أن المدة بين الاكتشاف العلمي وتطبيقاته التكنولوجية لا تتعدى ثلاث سنوات، وهذا التقدم العلمي يسير بسرعة لم يشهدها الإنسان من قبل، وهذا العصر يسمى بعصر التكنولوجيا وعصر الفضاء والالكترونيات والموجة الثالثة وما بعد الصناعة وغيرها من التسميات، وكان لهذه الثورة العلمية والتكنولوجية أثر كبير على المجتمع، وبالتالي على المؤسسات التربوية في العالم(1).



إن من المسلم به أن هناك زيادة مضطردة في عدد السكان في العالم الثالث، بشكل عام، والعالم العربي بشكل خاص، وقد رافق هذه الزيادة إقبال منقطع النظير على التعليم، لعلمهم أن أرقى أنواع الاستثمار هو الاستثمار العلمي، إضافة إلى حاجتهم إلى تحسين أوضاعهم الاجتماعية، والاقتصادية، فازدحمت الفصول والمدرجات بالمتعلمين ، وأصبحت مشكلة القبول بالصف الأول الابتدائي، وتطبيق قوانين إلزامية التعليم من المشكلات الرئيسة التي تقابل الكثير من الدول، فأصبح العديد من المدارس يعمل لفترتين أو ثلاثة، هذا مع زيادة عدد الطلاب في الفصل، وزيادة نصيب المدرس من الحصص.. لذلك وجب اللجوء إلى استخدام التقنيات الحديثة في التعليم، التي تحقق أكبر قدر منا لتفاعل، بحيث يصبح دور المعلم هو تهيئة مجالات الخبرة للمتعلم وتوجيه عمليات التعلم، وإعداد الوسائل المؤدية إلى ذلك وإنتاجها وتقييم تحصيل المتعلمين.

2/ الانفجار المعرفي:

من مظاهر هذا العصر التطور الهائل في حجم المعارف الإنسانية، حيث نشط التأليف في جميع العلوم وفروعها رأسيًا وأفقيًا، فالعلم الواحد ازدادت موضوعاته ومؤلفاته، كما تفرعت هذه الموضوعات وتشعبت مجالاتها، فمثلا الرياضيات تفرعت لتشمل الإحصاء، الجبر، المنطق، الهندسة، الرياضيات المتقطعة، وغيرها،وبالمثل باقي العلوم.. وقد شجع عمليات التأليف الإقبال على الكتب والتقدم الهائل في أدوات وتقنيات الطباعة خاصة بعد دخول الحاسب والمطابع الأتوماتيكية ذات الألوان المتعددة والكفاءة العالية في الإنتاج.

وقد أثر هذا الوضع المتطور بشكل مباشر على تحسين الكتاب المدرسي، ورفع مستواه من حيث المحتوى العلمي والإخراج الفني، واستخدام التقنيات الحديثة، أصبحت تقدم كم المعرفة والمعلومات في وقت أقصر وبصورة أشمل في قالب أكثر تشويقًا يساعد على زيادة التعلم، مما يساعد المتعلم على فهم الحياةو التكيف معها، مثل استخدام التعليم المبرمج والأفلام والحاسب والوسائل المتعددة.

3/ التطور التكنولوجي ووسائل الإعلام:

نتيجة لظهور وسائل الإعلام وتطورها بشكل سريع وفائق، أصبحت طرق التدريس والأساليب والوسائل التي يستخدمها المعلم ذات وظيفة أصعب وتحتاج إلى جهد أكبر، فالطفل عند التحاقه بالمدرسة يكون لديه حصيلة لغوية من الألفاظ والصور الذهنية والمعلومات والمفاهيم تفوق كثيرًا ما كان عند مثيله في السنوات الماضية، لذلك كان لزامًا على المدرسة التعديل في طرق التدريس والأخذ بوسائل التعليم الحديثة لمواجهة تحديات التكنولوجيا ووسائل الإعلام.

4/ تطور فلسفة التعليم وتغير دور المعلم:

من أهداف التعليم هو تزويد الفرد بالخبرات والاتجاهات التي تساعده على النجاح في الحياة، ومواجهة مشكلات المستقبل، ومن هذا المنطلق كان يجب توفير مجالات الخبرة التي تسمح له بمتابعة التعلم لمواجهة المتغيرات المستمرة في الحياة، وما يصاحبها من مشكلات، ولخدمة هذا المجال، برزت الحاجة إلى استخدام التقنيات الحديثة التي تسمح بتنويع مجالات الخبرة.

وتبعًا لذلك تغيرت وظيفة المعلم (التلقين والإلقاء)، إلى عدد من الوظائف الجديدة، لذلك أصبح يسمى برجل التربية التكنولوجي، فهو المربي والموجه والمرشد للمتعلمين والمصمم للمنظومة التدريسية داخل الفصل الدراسي، من تحديد وتنظيم الأهداف والخبرات والمواقف التعليمية واختيار أنسب الوسائل لتحقيق هذه الأهداف.

ثالثًا: في معالجة مشكلات التعليم والتنمية الاجتماعية في العالم العربي:

1/ مكافحة الأمية:

تسعى جميع الدول جاهدة إلى محو الأمية عن مواطنيها، إما بإنشاء الفصول المسائية أو الإكثار من المدارس الإبتدائية، وتوفير المعلمين والكتب الدراسية، ولكن نتيجة التزايد المتسارع في السكان، وعدم إقبال الأميين على التعليم (بعد المدرسة عن المنزل، الإنشغال في العمل، اختلاف المواعيد، عمر المعلم الذي يعلمه) كان من اللازم استخدام جميع وسائل الإتصال التعليمي لهذا الغرض مع الاستعانة بالأساليب التكنولوجية الحديثة مثل الأقمار الصناعية والإنترنت فيصبح الفرد واعيًا مثقفًا وعضوًا فعالاً في المجتمع.

2/ مواجهة مشكلة ازدحام الفصول وقاعات المحاضرات:

مع ازدحام الفصول وتعدد المناهج التي يدرسها المتعلم، أصبح من الصعب لديه رفع مستواه التعليمي وتحسين أداءه إلا بمساعدة وسائل التعليم والتكنولوجيا الحديثة على أوسع نطاق مع التعديل في الأبنية الدراسية وأنظمة التعليم المختلفة، فمثلا استخدام التعليم المصغر أو التعليم المبرمج يساعده في حل هذه المشكلة.

3/ عدم تجانس المتعلمين:

نتيجة لاتساع قاعدة طالبي التعليم، ظهرت مشكلة عدم تجانس الفصول التعليمية، فنجد الفصل الدراسي به العديد من المختلفين في الأعمار العقلية والزمنية، وخصوصًا في المرحلة المتوسطة، وتزداد في الثانوية والجامعية، إضافة إلى الصف الآخر وهو (المعوقين والموهوبين الذين في نفس العمر الزمني)، لذلك ظهرت الحاجة إلى استخدام التقنيات الحديثة، فهي تقدم مثيرات متعددة في تنوع درجة تجريدها مما يتيح للمتعلم حرية الاختيار للمثير المناسب له وفقًا لقدراته واستعداداته وميوله.

يشمل انخفاض الكفاءة في العملية التربوية جوانب عديدة منها: (تسرب المتعلمين، عودة الأمية إلى المتعلمين بعد فترة، صعوبة التأقلم عند الانتقال من مرحلة إلى أخرى، تجاهل المعلمين لمعظم أهداف التربية والتركيز على تحصيل المعلومات وحفظها من قبل المتعلم)، لذلك يجب استخدام الوسائل التكنولوجية الحديثة لمعرفة مدى أهمية التربية في الحياة العملية، وإثارة الدوافع والميول لدى المتعلمين ومراعاة عنصر الجذب والتشويق لديهم، وتكوين المهارات السليمة وتنمية التدريب على أنواع التفكير السليم.

5/ قلة عدد المعلمين المؤهلين عمليًا وتربويًا:

أصبحت مهنة التدريس غير مرغوب بها في العالم العربي، يلجأ إليها بعض الطلاب لعدم استطاعتهم الدخول في كليات الطب والهندسة والقانون، وغيرها، بسبب المعدلات العالية لدخولها، وقبول المعدلات المتدنية في مهنة التعليم، فمعظم المتجهون إلى هذه المهنة مجبرين وغير مختارين.

أما في تأهيل هؤلاء المعلمين، فالغالب في الجامعات والمعاهد تكثف المواد النظرية والتقليل من أهمية برامج العمل والتدريب، لذلك يحتاج التعليم الكثير من الطاقات البشرية ذوي الكفاءات الخاصة الذين يتعذر توفيرها بالأعداد اللازمة لسد حاجات الجامعات والمعاهد، واللجوء إلى استقطاب الخبرات العربية من خارج العالم العربي، والدعوة إلى زيادة الاستفادة من هذه الطاقات عن طريق التقنيات الحديثة، مثل الأقمار الصناعية، والانترنت، وبنوك المعلومات (منوصر 1406هـ، لال والجندي 1415هـ، الكلوب 1989م، الطوبجي، 1987م، السيد 1999م).

وبعد عرض هذه الأسباب المتعددة نجد أنها تتباين ما بين المهم والأهم، ولكنها في النهاية أبرزت جميعها الحاجة إلى استحداث تقنيات في مجال التعليم لنستطيع المضي قدمًا مع عجلة الزمن نحو التقدم والتميز بأفضل صورة، ومواجهة تحديات العصر بأحدث الأساليب والوسائل، إذ يمكننا القول أن السرعة والتغير أصبحتا من سمات هذا العصر، وهذه هي سنة الحياة، قال تعالى: كل يوم هو في شأن (1)، فالمجتمعات الإنسانية في تغير دائم والخلق الجديد يفرز علاقات وعلوم جديدة تحتاج إلى مؤسسات وتطبيقات ووسائل جديدة..

لقد ظهر لنا العديد من التقنيات الحديثة والتي يمكننا تقسيمها مجازًا إلى:

1- تقنيات حديثة غير معقدة، وهي التي تجتمع فيها عناصر الصوت والصورة والألوان والحركة وغيرها.

2- تقنيات حديثة معقدة، وهي التي تجتمع فيها عدد من العناصر المختلفة مع وجود التفاعل بينها وبين المستخدم بصورة كبيرة وفعالة (الدايل وسلامه، 1423هـ).

ونستطيع القول بأن هذه التقنيات تتميز بقصر العمر الزمني لها نتيجة لتسارع التقدم التكنولوجي فلا يمكننا الجزم بأن هذه التقنيات هي أحدث الموجود وآخر ما توصل إليه العلم، فالحديث هناك أحدث منه، والأحدث كذلك هناك ما هو أحدث منه، وهكذا.. وكل هذه العلوم والتقنيات ما هي إلا شق صغير لا يكاد يذكر في جانب علم الله الواسع، أو كما قال الخضر لموسى عليهما السلام، "ما علمك وعلمي وعلم الخلائق في علم الله إلا مقدار ما غمس هذا العصفور منقره"..

وسنتطرق في بحثنا هذا إلى بعض التقنيات الحديثة غير المعقدة ومن أمثلتها: الحاسب، الفاكس، الهاتف التعليمي، الكتاب الإلكتروني، الفيديو المتفاعل، إن شاء الله.



الحاسب الآلي:

الحاسب الآلي هو آلة إلكترونية يمكن برمجتها لكي تقوم بمعالجة البيانات وتخزينها واسترجاعها وإجراء العمليات الحسابية والمنطقية عليها"(1).

مزايا استخدام الحاسب في التعليم:

إن محاولة التنبؤ واستشراف المستقبل في النظام التعليمي والتدريسي (التكنولوجيا التعليمية) ضرورية للغاية عندما نفكر في إصلاح النظم التعليمية والتدريسية الموجودة، أو عندما نفكر في تخطيطها، وهو وضع اختيارات وبدائل حرة للمستقبل، تتلاءم مع الحاجات والتطلعات للفرد السعودي(1).

وفي نظام التعليم، شمل التطوير والتحديث كافة المجالات سواء التلميذ الذي يعتبر محور العملية التعليمية والتربوية، على أساس اعتباره إنسانًا مستقلا قادرًا على التعلم المستمر، ونقوم بتشجيع دافعية التلميذ للتعلم، وربطه بالمنهج الدراسي وما يحتاجه من حاجات تربوية وعلمية وثقافية واجتماعية ورياضية وغيرها، كما يجب التطلع أيضًا إلى الأساليب المتبعة في تقويم التلاميذ سواء ما يتعلق بالنشاطات المنهجية أو غير المنهجية، وزيادة علاقة التلميذ بالمعلم وعلاقته بالتلاميذ والإدارة المدرسية أيضًا، ولا ننسى في هذا المقام أن المناهج الدراسية من المجالات التي يقع العبء فيها على أدارة التعليم، ويجب أن تكون هذه المناهج واسعة تحتوي الكثير من التجديدات التربوية والتعليمية نظرًا لقربها من طبيعة المعرفة ومعايشتها للواقع العلمي والتكنولوجي الذي يعيشه العالم حاليًا، ويجب أن تكون هذه المناهج بعيدة كل البعد عن الميول والاتجاهات الخاصة والخاطئة والتركيز على الاتجاهات الايجابية التي يحتاجها التلاميذ والتي تشبع ميولهم المختلفة، ويجب أن تكون المناهج أيضًا محققة لأهداف السياسة التعليمية ومحتواها مطابق لما يدين به التلاميذ، وطرق التدريس التي تبث فيها للتلاميذ تكون علمية وعملية وتحتوي تلك المناهج على الحداثة والتكامل واستخدام التقنية التعليمية من جميع جوانبها(1).

والكمبيوتر جهاز اخترعه الانسان كمعظم المخترعات الانسانية ليساعده علىأداء بعض الأعمال بصورة أفضل، وبالتالي تحسين نوعية الحياة وإثرائها، وهو ككل الأجهزة مر بمراحل عديدة حتى وصل إلى الشكل الذي بين أيدينا الآن، وهذه الأجهزة تمتاز بالسرعة والدقة والطاقة التخزينية الكبيرة والمرونة وملاءمتها للاستخدام في الكثير من المجالات وخاصة التعليمية منها(1).

ومن أجل ذلك يمكن استخدامه فيما يلي:

1- يستخدم في كافة مراحل التعليم الابتدائية والثانوية والجامعية.

2- يستخدم كمادة تعليمية في نطاق رفع الأمية التكنولوجية والتخصصات المهنية في التعليم المهني، او في التدريب، وتثقيف المتعلمين بهذا العلم وأبعاده، والتعرف على كيفية استخدامه وتشغيله وطرق الاستفادة منه.

3- استخدامه كوسيلة تعليمية في المناهج الدراسية لعرض المعلومات بطرق مختلفة تساعد المتعلمين على تكرار ما تعلموه وترسيخ المهارات في أذهانهم وتدارك النقص الحاصل في فهم المتعلمين واستيعابهم للمفاهيم التي يتطرق إليها في المحاضرات.

4- استخدامهم كوسيلة في إدارة المنظمات التربوية وغرضها جمع المعلومات وترتيبها وتخزينها بطرق وتصاميم معينة تؤدي إلى اختصار الوقت للوصول إلى هذه المعلومات بسهولة مثل تدقيق معلومات شؤون الطلبة ومراقبة تقدمهم وتقويم أعمالهم وحل مشكلاتهم وضبط الشؤون المالية واللوازم وشؤن الموظفين والأعمال المكتبية وغيرها.

5- بالإضافة لذلك فالحاسب الآلي يتغلب على مشكلة الفروق الفردية بين المتعلمين ويمكن المتعلم من التقويم الذاتي.

6- يتيح تخزين استجابات المتعلم ورصد ردود فعله مما يمكن من الكشف على مستويات التعلم.

7- يشجع المتعلم على التعلم دون ملل.

8- يوفر في وقت المتعلم وجهده وماله.

9- يساهم في زيادة ثقة المتعلم بنفسه (الدايل، وسلامه 1423هـ، ، الفار: 1998م، الموسى: 1421هـ).

هناك العديد من طرق التدريس الخاصة بالكمبيوتر ومنها الطريقة التدريسية التي تهدف إلى التعلم من خلال برنامج يتم تصميمه مسبقًا على غرار التعليم المبرمج، ومنها طريقة التدريب والممارسة والتي تهدف إلى التعلم من خلال إعطاء فرصة للمتعلمين للتدرب على إتقان مهارات سبق تدريسها.

كما أن هناك طرق المحاكاة التي تهدف إلى تقديم النموذج المفيد في بناء عملية واقعية من خلال محاكاة النموذج والتدريب على عمليات يصعب القيام بها في مواقف فعلية، وكذلك الطريقة الاستقصائية التي تهدف إلى تشجيع المتعلمين في مجال النشاطات البحثية التي تستخدم في جمع المعلومات وتطوير القدرات العقلية، ولا ننسى طريقة الحوار السقراطي التي تنمي التفاعل المستمر بين الجهاز والمتعلم من خلال حوار منظم يتم فيه طرح الأسئلة والاجابة عليها مع التركيز على جوانب معرفية مهمة، وهذه الطرق هي أكثر الطرق استخدامًا في المجالات التعليمية والتربوية(1).

ومن أبرز الصفات التي يتمتع بها الحاسب لاستخدامه في العملية التعليمية في المدارس والجامعات ما يلي:

1- استخدامه في تدريس الرياضيات وأساسيات العلوم وغيرها.

2- سرعة الحاسب في اجراء العمليات الحسابية والمنطقية تؤهله أن يكون وسطًا مناسبًا لحل المشكلات وفحص الأفكار الرياضية وعمل نماذج لعبض الأنظمة الرياضية المعقدة.

3- قدرة الحاسب على الاتصال بالطلاب بطرق مختلفة تجعله وسطًا تعليميًا مناسبًا لعرض المعلومات وتقديم التدريبات والتمرينات على المهارات ومناقشة الأفكار الرياضية وهذا ما يعرف بإسم التدريس بمساعدة الكمبيوتر.

4- أما ما يتعلق بإدارة التدريس بالكمبيوتر فإنه يستطيع متابعة الاختبارات التشخيصية وتصحيح مسار طرق التدريس ومراقبة تحصيل التلاميذ في الكثير من المواد.

5- سرعة انتشار الكمبيوترات في المدارس والتحسن الكبير الذي طرأ على اجهزة الكمبيوتر نفسها وما رافق ذلك من تحسن في البرامج التعليمية أوجب النظر في المحتوى للكثير من المواد الدراسية وطرق التدريس في جميع المراحل الدراسية والصفوف على اختلافها(1).

6- يمكن للكمبيوتر أن ينشيء الاختبارات وأوراق الواجبات ويسير بعملية التعليم حسب قدرات المتعلم، وفيما يخص حل المشكلات فإن له إمكانية كبيرة في هذا المجال، إضافة إلى عمل نماذج بعض العمليات الرياضية والطبيعية التي تعطي للطالب فرصة دراسة وتحليل موقف معين لا يمكن عرضه أو التعامل معه في الفصل الدراسي أو البيئة المدرسية، مما يجعل التلاميذ يطورون حلولا عملية لمشكلات معينة.

7- بإمكان الكمبيوتر أن يساعد في عملية التفريد للتعليم في الرياضيات وغيرها، وهو يقلل من أعباء المدرس ويوفر له الوقت الذي قد يقضيه في زيادة فعالية تدريسه، كما أنه يزيد رغبة الطالب في التعلم، ويجب العمل على تفادي السلبيات التي قد تنشأ من استخدامه بكثرة والتركيز عليه من قبل المدرس.

إرشادات للمعلم عند التعليم بمساعدة الحاسوب:-

1- توضيح الأهداف التعليمية المراد تحقيقها من البرامج لكل طالب .

2- إخبار الطلبة عن المدة الزمنية المتاحة للتعلم بالحاسوب .

3- تزويد الطلبة بأهم المفاهيم والخبرات التي يلزم التركيز عليها أثناء التعلم .

4- شرح الخطوات التي يجب على الطالب اتباعها لإنجاز العمل .

5- تعريف الطلبة بكينونة تقويم تحصيلهم لأنواع التعلم بالحاسوب.

6- تحديد الأنشطة التي سيقوم بها الطالب بعد انتهائه من تعلم البرنامج.

مشكلات تطبيق الحاسب في التعليم:

1- المشكلة الحضارية: حيث لا توجد طريقة موحدة لإدخال الحاسب في مجال التعليم في الدول العربية، نظرًا إلى الخبرات المتراكمة لها والخلفيات الحضارية لنظامها التربوي، وقبل إدخال الحاسب يجب النظر إلى الجوانب التي قد تضاف أو تحذف من النظام التربوي بإدخاله في النظام المدرسي العربي، وتحديد مستوى الكفاءة التي سيحققها المتعلمين وما ستحدثه من تحولات في عملية التعليم.

2- المشكلة البيئية: وهي تنقسم إلى عاملين: فيزيائي، ومناخي، فالعوامل الفيزيائية مثل الاهتزاز والصدمات الميكيانيكة والكهربائية، وتشكل مشكلة في إدخال الحاسب في المدارس التقليدية لبعض الدول العربية، فإذا وضعت الأجهزة في هذه المدارس التي ليس لديها إمكانية لمصادر الطاقة، حتى وإن توفرت فهي تتذبذب بشكل كبير لا تتحمله هذه الأجهزة.. أما العوامل المناخية مثل الرطوبة، الحرارة، الغبار، فهي مصاعب قد تؤدي إلى تعطيل الحاسب في فترة أقصر.

3- مشكلة الموارد البشرية والمالية: حيث تعاني بعض الدول العربية من نقص الموارد البشرية ويصعب توفيرها بسرعة، لأن هناك آراء معارضة للتقنية، أما بالنسبة للموارد المالية فتحتاج المدارس لبذل الكثير من الأموال نظرًا لارتفاع تكلفة تطبيق استخدام الحاسب في التعليم، ولتجدد الأجهزة على صعيد البرامج أو المعتاد.

4- مشكلة التوافق مع المنهج المدرسي: حيث مشكلة تطابق برامج الحاسب التعليمية تظل قائمة حتى في الولايات المتحدة الأمريكية، وكذلك في عالمنا العربي فلكي تصبح برامج الحاسب جزءًا من منهج معين في المدارس العربية يجب أن تحقق بعض الشروط الخاصة بعملية التوافق.

5- مشكلة التقبل وتكوين الوعي: فهناك مخاوف في الدول العربية حيال ضرورة تكنولوجيا الحاسب وأفضلية تصميمها له وما يتعلق به من أجهزة وبرامج وتدريب وغيره ومدى المردود الإيجابي للمبالغ المادية التي ستصرف في هذا المضمار.

6- مشكلة الأجهزة: حيث توجد مشاكل فنية منها عدم التطابق بين الأنواع المختلفة من الحاسبات وعدم توفر الصيانة وقطع الغيار وتطور تكنولوجيا الحاسب بشكل سريع.

7- مشكلة إعداد وتدريب المعلم: حيث يعاني المعلم العربي من قلة المعلمين في مجال الحاسب.

8- مشكلة الإحساس بالعجز عند الفرد بتبعيته للتكنولوجيا: وهو يعني إحساس الفرد بالتدني، فالمتعلم إذا استخدم الحاسب لحل جميع المسائل الحسابية فهو لا يستطيع الحل بعد ذلك بمفرده، وكذلك الحال بالنسبة لمعالجة الكلمات في تحرير الخطابات وحسن الخط.

9- مشكلة عدم تنمية القدرة على التواصل بشكل طبيعي: فالحاسب يتطلب أوامر أو جمل مختصرة، فبذلك لا ينمي عند المتعلمين القدرة على التواصل بشكل طبيعي، وهذا بعكس التواصل الحدثي التلقائي الذي يمرون به بالتخاطب مع المعلم.

10- مشكلة الجمود في التفكير واللاإنسانية: فإذا كان الحاسب عند مستخدمه هو القيمة العظمى فقد يستخلص أن العنصر الإنساني أقل أهمية فيؤثر ذلك على معاييره وقيمه.

11- مشكلة ملكية الحاسب: هناك البعض الذي لا يستطيع اقتناء الحاسب وهناك بعض المدارس التي ينال الطلاب المتفوقون دراسيًا أو المقتدرون ماليًا حظهم في التمتع بالحاسب أكثر مما يتمتع به بقية الطلاب، وفي بعضها يحجز الحاسب للطلاب المتفوقون في الرياضيات مثلاً.

12- مشكلة ملكية البرامج: وتعد مشكلة ملكية البرامج الأصلية (أي ذات الحقوق المحفوظة للنشر والبيع) من المشاكل الأساسية للحاسب وذلك لارتفاع أسعارها بصورة معجزة في بعض الأحيان خاصة في المدارس.

13- مشكلة التقليل من التفاعل الإنساني في التربية: حيث يرى بعض التربويون أن التكنولوجيا الحديثة تقلل من مستوى التعلم،ويرى آخرون أنها مفيدة وتجعل التعلم أكثر كفاءة من ذي قبل (الموسى: 1421هـ، الدايل وسلامه: 1423هـ.

خلاصة:

وبعد تفصيلنا للحاسب، نجد أنه نقلة نوعية وتحديًا لكل ما سبقه من ابتكارات وإنجازات يمكن أن يستخدمها الإنسان في حياته، ولا يمكننا تجاهله كأداة ووسيلة للتعليم بما فيه من صور ملونة ونماذج ومجسمات ومعامل لغات وإلإنترنت مما يخدم أهداف التعليم، ونلاحظ أنه لم يعد هناك حقل من حقول المعرفة إلا وللحاسب دور مهم فيه، فكان تعلمه لزامًا على كل فرد حتى لا ينعت بالأمية في هذه الحقبة من الزمن، ومع هذا لا يمكننا أيضًا تجاهل المشكلات المتعلقة به كما ذكر سالفًا ولكن يمكننا تطويعها ومحاولة إيجاد حلول مقترحة قد لا تكون جذرية ولكنها مفيدة وتساعد على استمرار العملية التعليمية على الوجه المطلوب.

الفاكس (الناسوخ) والهاتف التعليمي:

ساعدت الأساليب والوسائل التقنية الحديثة في تقديم الخبرات التعليمية للمتعلم داخل غرفة الدرس من خلال خطوط الهاتف ، إضافة إلى مساعدة التلاميذ الذين حالت ظروفهم دون الذهاب إلى المدرسة لتلقي العلم والحصول على الخبرات اللازمة لتكيفهم مع مجتمعهم وظروف عملهم.

فوائد الفاكس والهاتف التعليمي في المجال التعليمي:

1- تقديم الخبرات للتلميذ الجالس على مقاعد الدراسة في حجرة الصف مباشرة.

2- تقديم الخبرات للأفراد الذين لم يستطيعوا إكمال دراستهم في المدرسة.

3- ربط حجرات الدراسة ومكتبات المدارس المختلفة بالمكتبات المركزية الحديثة.

4- تساعد المتعلمين المتغيبين عن دروسهم بسبب المرض وملازمتهم سرير الشفاء.

الكتاب الإلكتروني:

وهو ما يعرف بالأقراص المدمجة CD-ROM حيث يتم تخزين محتوىكتاب معين بما فيه من صور ورسوم على وسيط هو عبارة عن قرص مدمج بسعات مختلفة، ويتم مشاهدة هذا المحتوى وقراءته من خلال جهاز الحاسب، حيث يننتقل المتعلم من صفحة إلى أخرى ومن فصل إلى آخر بواسطة مؤشر الفارة (الماوس)، (الدايل وسلامه: 1423هـ).

يتضح من التقنيات السابقة أنه يمكن للمتعلم أن يتعلم من خلالها بسرعة وسهولة إضافة إلى إمكانية الاستغناء عن دور المعلم مما يشجع على التعلم الذاتي وفي الوقت الذي يفضله المتعلم، وهذا يؤيد المثل القائل:علمني كيف أزرع قمحًا ولا تعطني كل يوم رغيفًا..

الفيديو المتفاعل:

يحمل الفيديو المتفاعل نفس صفات البث التلفزيوني والأقمار الصناعية يضاف إليها ميزة التحكم في التعلم حسب وقت المتعلم وحالته وحاجته ومكان وجوده وسرعته الخاصة به.

ومما استجد في هذا الأمر أن تكنولوجيا الحاسب وفرت جهاز عرض داخل الحاسب وبرمجياته أسهل وأرخص وأكثر دقة وهي الأقراض المضغوطة CD فأصبح الفيديو المتفاعل متوفرًا داخل جهاز واحد.

والفيديو المتفاعل عبارة عن دمج الحاسوب والفيديو في تقنية سميت الفيديو المتفاعل Interactive Video وقد شملت عملية الدمج شريط الفيديو نفسه حيث لعب شريط الفيديو دورا فاعلا , أشارت الدراسات الميدانية إلى أن التفاعل بين المتعلم والبرنامج التعليمي في الفيديو المتفاعل لا يحسن فقط أداء المتعلم بل ويساعده على الاحتفاظ بالمعلومات لفترة طويلة .

فوائد الفيديو المتفاعل ومميزاته :-

1- انه يتطلب استجابة من المتعلم سواء عن طريق لمس لوحة المفاتيح أو الشاشة أو بعض الأجزاء الأخرى للنظام لذا فهو بذلك يعمل على جذب الانتباه للمتعلم .

2- قدرة الفيديو المتفاعل على التشعب اعتمادا على استجابة المتعلم حيث بالإمكان الانتقال من فصل إلى أخر من برامج الفيديو وتشكل هذه مهارات تحكم من قبل المتعلم.

3- إن الفيديو المتفاعل مريح ومتنوع ويشمل أشكالا من الوسائل التعليمية فهو يعرض النصوص المزودة بالصوت والرسومات والصور الثابتة والمتحركة وبالإضافة إلى انه سهل العمل والتحكم والتشغيل .

ونظرا للتطور الهائل في الصناعة الإلكترونية والكمبيوتر فقد أدى ذلك إلى خفض التكلفة نوعا ما واثر ذلك على أقراص الفيديو المتفاعل فقد اصبح الآن بالإمكان نسخ محتويات أقراص أخرى أو الإضافة إليها أو إعادة استعمالها مرة أخرى من قبل المستخدم الشخصي وبسب تراجع أسعارها أدى ذلك إلى انتشارها لكن ذلك صاحبه

بعض العيوب التي تصاحب الفيديو المتفاعل:

1- تحكم شركات صنع الأقراص والبرامج بها بالإضافة إلى قوانين حفظ الحقوق . وتطور الأقراص واحتوائها على قدرات عالية يتطلب تطور أجهزة الحاسوب.

3- عدم خضوع البرامج التعليمية إلى الأسس العلمية والتربوية في العرض والإعداد وعدم توفر الوعي الكافي لشراء البرامج والأقراص المناسبة .

الخاتمة

الحمد لله رب العالمين، الذي وفقني لعمل هذا البحث، واستوفيت جميع عناصره، وفي ضوء ما سبق عن التقنيات الحديثة وما لها من فوائد ومميزات جمة في العملية التعليمية، يجب ألا نغفل عن بعض أخطار هذه التقنيات على الإطار الأخلاقي للفرد المسلم، فهي سلاح ذو حدين، حيث أصبح الوصول إليها واستخدامها أسهل من تناول وجبة الإفطار.

وقد تكون هذه الوجبة صحية فتغذي الجسم وتقويه فينمو ويكبر وقد لا تكون كذلك فتضعف الجسم وتجعله عرضة للأوبئة والأمراض، ومن أمثلة ذلك الانترنت، الأقمار الصناعية، البريد الالكتروني، على وجه الخصوص، وغيرها من التقنيات على وجه العموم، إضافة إلى أن بعض هذه التقنيات ذات حرية لا يحكمها قانون دولي، فمستخدمها بحاجة إلى توجيه وتوعية أكبر بأخطارها وغرس الحذر في نفسه حتى يكحون تعاملها معها مأمونًا وبعيدًا عن الأخطار والمحرمات، وذلك امتثالاً لقوله تعالى: يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارًا وقودها الناس والحجارة عليها ملائكة غلاظ لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون (1).

وقد تبين لنا من خلال هذا البحث أن التقنيات التعليمية الحديثة يمكن استخدامها في المدارس بصورة سهلة بحيث تؤدي وتحقق الأهداف التعليمية الموضوعة للكتب والمناهج الدراسية، والعيوب والمشكلات التي طرحت حول استخدام هذه التقنيات ولا سيما الحاسب الآلي وغيره، يمكن القضاء عليها بكل سهولة، وتحتاج في البداية إلى أسلوب تخطيط سليم لاستخدامها في المدارس، وجدية البدء في المشروع وتعميم الحاسب الآلي للاستفادة منه في خدمة المناهج وتحقيق أهدافها، وليس استخدامه من أجل الترفيه والأعمال الادارية في المدارس فقط.

أما بالنسبة لمشكلة المعلم واحتياجه لدورات على هذا الجهاز، فإن الطفل الصغير أصبح الآن بإمكانه استخدام الحاسب الآلي، فلماذا لا يقوم المعلم بنفسه بالتعلم والتدريب على مثل هذه الأجهزة بغرض استخدامها في العملية التعليمية إذا كان يرغب في تحديث نفسه وإيصال العلم إلى الطلاب.

وفي الختام أسأل الله العلي القدير أن يوفقنا لما يحبه ويرضاه، وأن يتقبل منا هذا العمل ويجعله خالصًا لوجهه، إنه سميع مجيب.

مراجع البحث

(1) ابراهيم، مجدي عبدالعزيز، التقنيات التربوية، رؤى لتوظيف وسائط الاتصال وتكنولوجيا التعليم، القاهرة، مكتبة الانجلو المصرية، ط1، 2002م.

(2) حموده: نبيه محمد وآخرون، المناهج النظرية والتطبيق، مكتبة الأنجلو المصرية، الطبعة الأولى، عام 1988م، ص: 21.

(3) الداود، ناصر عبدالعزيز، الوسائل التعليمية وعلاقتها بتقبل الطلاب للمادة الدراسية، رسالة ماجستير غير منشورة، الرياض، 1412هـ،

(4) زاهر: دكتور ضياء زاهر، دكتور كمال يوسف اسكندر، التخطيط لمستقبل التكنولوجيا التعليمية في النظام التربوي، الناشر: مؤسسة الخليج العربي، طبعة عام 1986م.

(5) الزهد، محمود ، محمد عثمان البشير، مقدمة في الحاسب الآلي، معهد الادارة العامة، الرياض، إدارة البحوث.

(6) سلامه، عبدالحافظ محمد والدايل، سعد عبدالرحمن، مدخل إلى تقنيات التعليم، الرياض، دار الخريجي للنشر، ط1، 1423هـ.

(7) السيد محمد علي، الوسائل التعليمية وتكنولوجيا التعليم، عمان، دار الشروق، ط 1999م.

(8) الطوبجي، حسين حمدي، وسائل الإتصال والتكنولوجيا في التعليم، الكويت، دار القلم، ط1987م.

(9) عبدالعزيز عبدالله السنبل، وآخرون، تطور التعليم في المملكة العربية السعودية، دار الخريجي للنشر، الرياض، ط3، 1416هـ.

(10) عبدالله بن عثمان المغيرة، دور الحاسب في تدريس الرياضيات، جامعة الملك سعود، كلية التربية، 1411هـ 1991م، مطابع الجامعة.

(11) عجاوي: محمود أحمد. التربية المستمرة وتحديات المستقبل، حولية كلية التربية، العدد الثالث، السنة الثالثة، يونيو 1988م، كلية التربية بجامعة الإمارات العربية المتحدة.

(12) الفار، إبراهيم عبدالوكيل، تربويات الحاسب وتحديات مطلع القرن الحادي والعشرين، القاهرة، دار الفكر العربي، ط1، 1418هـ 1998م.

(13) الكلوب، بشير عبدالرحيم، استخدام الأجهزة في عملية التعليم والتعلم، بيروت، دار إحياء العلوم، 1989م.

(14) لال، زكريا يحيى والجندي، علياء عيد، مقدمة في الاتصال وتكنولوجيا التعليم، الرياض، مكتبة العبيكان، 1415هـ.

(15) صيني: محمود اسماعيل ، عمر الصديق، المعينات البصرية في تعليم اللغة، الناشر: عمادة شؤون المكتبات بجامعة الملك سعود، الطبعة الأولى، 1404هـ 1984م.

(16) منصور، أحمد حامد، تكنولوجيا التعليم وتنمية القدرة على التفكير الابتكاري، الكويت، 1406هـ.

(17) الموسى، عبدالله عبدالعزيز ، استخدام الحاسب الآلي في التعليم، الرياض، مكتبة الشقيري، ط1، 1421هـ.



ليست هناك تعليقات: