دراسة واقع المناهج الاردنية
مقدمةيُعد المنهج الدراسي أحد المحاور الأساسية للعملية التعليمية والتربوية ، والمنهج الجيد هو الذي يتصف بجودة الأهداف وتعمل مكوناته الأخرى على تحقيقها والتأكد من بلوغها حسب نوع الأهداف وتصنيفها من معارف ومهارات وقيم واتجاهات ، وحسب مستوياتها من المعارف الإدراكية الأولية إلى المستويات المعرفية العليا والمعقدة ، ومن المهارات البسيطة إلى المركبة، ومن القيم والاتجاهات الانطباعية المتغيرة إلى الاتصاف بنظام ثابت ومتكامل من القيم وأنماط السلوك المتسقة مع بعضها البعض .
ونظراً لما يتصف به العصر الحالي من تطور سريع في كافة مجالات المعرفة ، وما تميز به من ثورة في عالم الاتصالات والتكنولوجيا ، كان لزاماً على كل أمة تريد أن تحتفظ لنفسها بمكانة مرموقة بين الأمم أن تواكب ذلك التغير بتطوير مناهجها الدراسية بما يتلاءم مع ذلك النمو المعرفي ويحافظ على قيمها وأصالتها ، كما أن عملية بناء المناهج وتطويرها ليست عملية سهلة تتم حسب اجتهادات فردية ، بل هي عملية معقدة تحتاج عملاً متواصلاً وتجريباً هادفاً وإشراكاً لأكبر عدد ممكن من المعنيين بالعملية التعليمية والتربوية .
مشكلة البحث:
تعتمد عملية تطوير المناهج على مجموعة من المراحل والعمليات والخطوات وهذه المراحل تساعد في الوقوف على أرض صلبة وتساهم بصورة جيدة في تحقيق الأهداف المنشودة منه، وهذه الخطوات تختلف في بعض الأحيان. أو قد يختلف مسماها ، كما قد يعتريها بعض التغيير وفقاً لاتجاهات القائمين بعملية التطوير وفقاً للظروف المحيطة بعملية التطوير. وترى (كوثر حسين كوجاك ، 1990 : 3) أن أهم مراحل وعمليات تطوير المنهج قد تمر في عدة نقاط كالأتي :1- وصف Deion : الوضع الراهن للمنهج المراد تطويره وتحليل محتواه، وتحديد نواحي القصور والمشكلات بجوانبها المختلفة، وتحديد مدى الحاجة إلى التطوير.
2- تخطيط Planing : ويشمل المنهج المراد تطويره بجميع جوانبه، مع تحديد الاحتياجات المستقبلية واستراتيجية التعليم، ومدخلات عملية التطوير، ويمكن حذف أو إضافة، أو مراجعة وتحسين بعض أجزاء من المناهج الحالية. 3- تصميم Designing : أي ترجمة الفلسفة العامة للتربية إلى أهداف، وتحديد المواد الدراسية ومحتواها، ووسائل تنفيذها، وعدد ساعات تدريسها، مع وضع التخطيط الأفضل لجوانب المنهج، وإعادة تنظيم المحتوى. 4- إبداع Inventing : وفى هذه المرحلة يتم إيجاد حلول للمشكلات المختلفة، وتأخذ هذه الحلول عدة صيغ جديدة. 5- بناء Fabricating : وفيه يتم وضع المقررات المأخوذة بواسطة مخططي ومطوري المناهج للمنهج المطور بعناصره المختلفة، من أهداف ومحتوى وأنشطة ووسائل ومواد تعليمية متكاملة في تتابع تكتيكي، ووفق الأسس التربوية والعلمية واستراتيجيات التعلم الحديثة. 6- تجريب Testing : للتأكد من سلامة المنهج المطور، قبل التصميم وذلك لمعرفة نواحي القوة لتدعيمها، السالبة لمحاولة تجنبها. 7- تقويم Evaluation : وهذه المرحلة للحكم على مدى نجاح أو فشل عملية تطوير المنهج، أو المنهج المطور ذاته، مع تشخيص الواقع الحالي من خلال التجريب وذلك لتأكيد الدور الرئيسي لاتخاذ القرارات، والحصول على تغذية راجعة. 8- تنقيح Modification : وبمراجعة المنهج في ضوء التقييم يتم التنقيح، وإخراجه في صورته النهائية. 9- متابعة Follow - Up : وهى مرحلة متابعة المراحل السابقة أي المتابعة المرحلية، ثم متابعة التنفيذ والتطبيق للمنهج المطور، (وهى مرحلة مفتقدة في معظم الجوانب الإدارية والتنفيذية ، العاملة والتربوية).ويرى (حلمي الوكيل ، حسين البشير ، 1999: 181-251) أن تطوير المناهج تعتمد على مجموعة من الخطوات، وهذه الخطوات إذا تم الالتزام بها في عملية التطوير فإنها تؤدى إلى الوقوف على أرض صلبة وتساهم مساهمة فعالة في تحقيق الأهداف المنشودة منه. ويلاحظ أن تسلسل هذه الخطوات قد يعتريه شئ من التغيير وفقاً لاتجاهات القائمين بعملية التطوير وفقاً للظروف المحيطة.
أهمية البحث:
تبرز أهمية البحث في وصفه للمناهج الدراسية المستخدمة في الأردن، وكيفية تطور هذه المناهج والأسس التي تعتمد عليها، كما يركز هذا البحث على استطلاع رأي أولياء الأمور والمعلمين حول المناهج الحالية في جميع المواد الدراسية، كما تبرز أهمية البحث أيضًا في أنه يعتبر مرجع يعتد به للمناهج وأسسها وتنظيمها وتطويرها والمناهج الحديثة والطرق التدريسية الفاعلة في عصر التقدم العلمي والتقني الحالي.
أهداف البحث:
1- التعريف بالمناهج وتعريفاتها وأنواعها.
2- التعريف بالأسس التي تقوم عليها تطوير المناهج الدراسية في الأردن.
3- التعريف بأهم المناهج الالكترونية الحديثة.
4- توضيح مفاهيم المناهج القديمة والحديثة.
5- توضيح آراء أولياء الأمور في المناهج الدراسية ومدى مناسبتها لهم ولأبنائهم وللزمن والعصر الذي يعيشون فيه.
6- وضع التوصيات المناسبة في نهاية البحث.
فرضيات البحث:
• المناهج الدراسية المعمول بها في الأردن قديمة لا تتناسب مع ميول وإمكانيات الطلاب ومع التقدم العلمي والتقني والانفجار المعرفي في عصر المعلومات.
• تطوير المناهج يحتاج لأموال طائلة وميزانيات لا تستطيع تأمينها الدولة.
• هناك جهات وثقافات متعددة تتحكم في تطوير المناهج الأردنية وتحديثها.
• عدم وضوح مفهوم التطوير في المناهج لدى الكثير من الناس.
أدوات البحث:
تم استخدام استبيان استطلاع رأي للتعرف على المناهج الحالية وتوجهات عينة البحث نحو تطوير المناهج وتحديثها. وقد تم استخدام النسبة المؤية في تحليل عبارات الاستبيان.
منهج البحث المستخدم:
تم استخدام المنهج التحليلي في هذا البحث وهو المناسب لهذا الموضوع.
مصطلحات البحث:
طرائق التدريس الحديثة: طرائق التدريس الحديثة هي عبارة "عن سلسلة من الفعاليات المنظمة التي يديرها المعلم داخل حجرة الدراسة لتحقيق أهدافه" ، أي الكيفية التي ينظم بها المعلم المواقف التعليمية واستخدامه للوسائل والأنشطة المختلفة وفقاً لخطوات المواقف التعليمية المختلفة ووفقاً لخطوات منظمة لإكساب المتعلمين المعرفة والمهارات والاتجاهات المرغوبة . وتعرف الطرائق بأنها " مجموعة من إجراءات التدريس المختارة سلفاً من قبل المعلم، والتي يخطط لاستخدامها عند تنفيذ التدريس، بما يحقق الاهداف التدريسية المرجوة بأقصى فعالية ممكنة في ضوء الإمكانيات المتاحة ،. أو هي " مجموع الأنشطة و الإجراءات غير التقليدية التي يقوم بها المعلم بالتعاون مع المتعلمين في مختلف المواقف التعليمية بهدف إكسابهم عدة خبرات تربوية لتظهر آثارها عليهم كمحصلة للعملية التربوية والتعليمية "
مفهوم المنهج: ( الخبرات التربوية التي تتيحها المدرسة للطلاب داخل حدودها أو خارجها بغية مساعدتهم على نمو شخصيتهم في جوانبها المتعددة نمواً يتسق مع الأهداف التعليمية ) .
المفهوم القديم للمنهج : هو المنهج التقليدي في محور تعليم المادة الدراسية ويكون فية المعلم ملقن ويكون فية مسيطر
المفهوم الحديث للمنهج : هي جميع الخبرات التربوية التي تنظمها المدرسه سواء كان داخل اسوارها او خارجها بهدف مساعدة الطالب او المتعلم مكونات المنهج
الدراسات السابقة:
دراسة أحمد فخري الهياجنة، دور نظم التعليم الإلكتروني في معالجة إشكاليات التعليم في المنطقة العربية، استعرضت هذه الدراسة طبيعة ومكونات نظم التعليم الإلكتروني واستعرضت أبرز آثار التقنية على التعليم، كما استخلصت اهم المشكلات التي تواجه المنظومة التعليمية في الوطن العربي، ومن ثم تعرضت لما يمكن للتعليم الإلكتروني أن يقدمه لحل هذه المشكلات. وخلصت هذه الورقة إلى أن نظم التعليم الإلكتروني قد تساهم - إذا ما احسن استخدامها – في حل جزء كبير من المشكلات التي تواجه النظام التعليمي في المنطقة العربية، بشقيه المدرسي (الموجه لفئة الأطفال)، والعالي (الموجه لفئة الشباب). حيث إن استخدام ما تتيحه الثورة المعلوماتية من إمكانات هائلة، سيؤدي إلىتعزيز قدرات المتعلمين والمعلمين ورفع مستوى معارفهم ،بما توفره من ثروة معرفية متنامية في جميع الجوانب الحياتية المختلفة، ولخصائصها المتمثلة في السرعة الفائقة في استدعاء البيانات واستخراجها بشكل ملائم .
دراسة منى مؤتمن، وزارة التربية والتعليم، (قدم المناهج) ابرز المشكلات التي تواجه محو الأمية في الاردن، (2007)، خلصت دراسة عن محو الأمية في الأردن أن أبرز المشكلات التي تواجه البرنامج هي قدم المناهج المستخدمة وحاجاتها للتطوير والتحديث بصورة شمولية . وبينت الدراسة بعنوان الدراسة التقويمية الشاملة لبرنامج محو الأمية في الأردن ، أن الخاضعين للبرنامج يواجهون مشكلة صعوبة بعض المواد وخاصة الحساب بالنسبة لكبار السن. ولمس هؤلاء وفق الدراسة عدم مناسبة طريقة عرض المادة في الكتب المستخدمة للفئات المستهدفة إذ لا تحفزها لمواصلة التعلم، فضلا عن صغر حجم الحروف المستخدمة في كتب محو الأمية وتعليم الكبار وعدم وضوحها، إضافة إلى قلة عدد أيام الدراسة والحصص الصفية مقارنة مع طول المنهاج الدراسي. وأشارت الدراسة إلى أنه فيما يخص بعد البناء والمرافق والتسهيلات، كانت أبرز المشكلات افتقار المراكز إلى وسائل تدفئة مناسبة في فصل الشتاء، وحاجتها إلى الطباشير الملونة لاستخدامها من قبل المعلم، وعدم توفير وسائط نقل للدارسين من وإلى مراكز محو الأمية وتعليم الكبار
أدبيات البحث:
مكونات المنهج:
يوجد العديد من المكونات الأساسية للمنهج وهي متداخلة ومترابطة مع بعضها البعض ويؤثر كلُ منها في الآخر ومحصلتها في النهاية هي إحداث تغير في سلوك الطالب ويمكن تلخيص أهم مكونات المنهج في العناصر التالية :
الأهداف
إن لكل إنسان هدف أو غاية يسعى إليها في حياته وكلما كان هذا الهدف واضحاً ومعروفاً، كلما تمكن الإنسان من تحقيقه ، وفي مجال التربية والتعليم فإن الأهداف هي التغيرات التي نريد أن يحدثها المنهج في سلوك وشخصية الطالب نتيجة لمروره بخبرات تعليمية محددة وتفاعله معها .
كما أن تحديد الأهداف والغايات يساعد على تنسيق الجهود وتوجيهها لاختيار المحتوى، والطريقة والوسيلة والتقويم ويشترط في الأهداف أن تكون متمشية مع فلسفة وثقافة المجتمع وحاجاته ومراعية لطبيعة وخصائص المتعلم وأن تكون واقعية وغير متناقضة فيما بينها وأن تشمل جميع مجالات الأهداف ومستوياتها
المحتوى
هو عبارة عن الخبرات التعليمية المخطط لها والتي تقدمها المقررات الدراسية. ويشترط في المحتوى أن يكون مرتبطاً بالأهداف ومحققاً لها وصادقاً من الناحية العلمية وأن يكون مواكباً لأحدث ما تم التوصل إليه ، ومرتبطاً بثقافة الطالب ، ومراعياً لميوله وحاجاته، ومتوازناً بين الشمول والعمق ، ومترابطاً ومتوازناً مع محتوى الفروع الأخرى، ومراعياً للفروق الفردية بين الطلاب
طرق التدريس
يقصد بطريقة التدريس الأسلوب المخطط الذي يستخدمه المعلم لمساعدة الطلاب على اكتساب خبرات التعلم وتحقيق الأهداف الموضوعة ، وتختلف طريقة التدريس باختلاف طبيعة الموضوع فمن الموضوعات ما يفضل إشراك الطلاب في مناقشته ومنها ما يستحسن فيه العرض والإلقاء ، ومنها ما يحتاج إلى وسائل حسية أو نماذج وصور .
وتختلف كذلك الطريقة باختلاف طبيعة الطلاب وما بينهم من فروق فردية وباختلاف إمكانيات المدرسة وعدد الطلاب داخل الصف الدراسي ، إلى غير ذلك من العوامل الأخرى ، وباختصار فان المعلم المتمكن هو الذي يختار الطريقة التي تناسب الموضوع الذي يقوم بتدريسه وتناسب الوسط الذي تطبق فيه .
وينبغي أن تعتمد طريقة التدريس التي يتبعها المعلم على بعض الأسس العامة التي تجعل منها طريقة جيدة وناجحة ومنها : أن تكون مراعية لسن وقدرات وميول الطلاب والفروق الفردية بينهم ، وتراعي التسلسل المنطقي في عرض المحتوى ، وأن تثير تفكير وتطلعات الطلاب ، وتكون متوافقة مع أساليب ونظريات التعلم ، وتكون مرنة وصالحة للتكيف والتغيير إذا دعت الظروف لذلك، ويجب أن تنظم خطواتها حسب زمن الحصة المحدد .
الوسـائل التعليمية
تستخدم الوسائل التعليمية في تدعيم طرق التدريس وتأكيد فعاليتها وذلك لأن وسائل الاتصال التعليمية تساعد على تحسين مستوى التدريس ، وتثير اهتمام الطالب بالموضوع الذي يتعلمه ، وتنوع الخبرات التي تساعده على التعلم ، وتزيد من قدرته على الدقة والملاحظة ، وتنوع أساليب تعزيز التعلم ، وتساعد على تكوين اتجاهات إيجابية نحو المادة كما تقلل من نسبة نسيان المتعلم ، وكلما كانت الوسيلة مناسبة وصحيحة كلما ساهمت في تحقيق أهداف الدرس .
ويقصد بالوسائل التعليمية ( المواد والأجهزة والمواقف التعليمية التي يستخدمها المعلم في مجال الاتصال التعليمي بطريقة ونظام خاص في توضيح فكرة أو تفسير مفهوم غامض أو شرح أحد الموضوعات بغرض تحقيق الطالب لأهداف سلوكية محددة ) .
الأنشطة التربوية
يعتمد المنهج الحديث على أساس نشاط الطلاب وإيجابيتهم ومشاركتهم في جميع الأمور وبالتالي فإن دور المعلم هو دور المرشد أو المهيأ للظروف المناسبة أمام الطلاب لكي ينشطوا ويشاركوا في تحقيق الأهداف كما أن مشاركة الطلاب في الأنشطة تزيد من قدرتهم على الإنجاز في المادة وعلى التفاعل الاجتماعي مما يولد لديهم القدرة على اتخاذ القرار ، وتشكل الأنشطة المدرسية أحد العناصر المهمة في بناء شخصية الطالب وصقلها وتساعد على تنمية ميوله ومواهبه .
كما أن كثيراً من الأهداف يتم تحقيقها من خلال الأنشطة التلقائية التي يقوم بها الطلاب خارج الصف الدراسي ، والتربية المتكاملة تتطلب مناخاً عاماً يسود المدرسة ويهيئ الظروف المناسبة لممارسـة النشاط .
ويمكن أن يُعرف النشاط التربوي على أنه البرنامج الذي تقوم به المدرسة وينفذ داخلها أو خارجها ويهدف إلى إثراء المقرر الدراسي وتنمية قدرات ومعارف واتجاهات الطلاب .
التقويم
يقصد بالتقويم في مجال التربية أنه تلك العملية التي تحدد إلى أي مدى تحقق الخبرات التربوية التي يمر بها الطلاب الأهداف التي وضعت من أجلها .
ويُعرف إجرائياً على أنه عملية جمع وتصنيف وتحليل وتفسير بيانات كمية أو نوعية عن أي جانب من جوانب عملية التعليم والتعلم بهدف إصدار حكم يؤدي إلى تصحيح المسار بما يتفق مع الأهداف المرغوبة .
ويمكن القول بأن عملية التقويم هي عملية تشخيص وعلاج ووقاية ، كما تعتبر أحد أهم جوانب العملية التعليمية فهي تساعد المعلم على تحديد مستويات طلابه وتحديد مدى بلوغهم للأهداف المنشودة ، وتعتبر مؤشراً لكفاية المنهج بجميع مكوناته من حيث ملاءمة الأهداف ومعرفة ما تحقق منها مع تحديد المعوقات التي حالت دون تحقيق الأهداف الأخرى ، كما تبين مدى ملاءمة المحتوى وطرق التدريس والوسائل والأنشطة للأهداف ومساهمتها في تحقيقها ، وبالتالي فهي تعطي مؤشرات للحاجة إلى تطوير المنهج وتساهم في توجيه الدراسات والبحوث الخاصة بالمناهج مما يؤدي إلى الارتقاء بمستوى العملية التعليمية بأكملها .
ولا يمكن أن تكتسب نتائج التقويم هذه الأهمية إلا إذا بُنيت على أسس سليمة وذلك بأن تكون مستمرة بحيث يبدأ قبل عملية التدريس وذلك عند وضع الأهداف وتستمر أثناء بناء المنهج وتجريبه ثم تستمر جنباً إلى جنب مع عملية التدريس إلى ما بعد الانتهاء منها ، ولابد أن يُبنى التقويم على أهداف واضحة ومخطط لها بصورة جيدة وأن يكون بعيداً عن الارتجالية والعشوائية ، وأن يكون شاملاً لجميع نواحي النمو وبجميع مستوياتها . ومن المؤكد أن التقويم الجيد يجب أن يكون تعاونياً بحيث يشارك فيه المعلمون والطلاب وأولياء الأمور والمشرفون التربويون وغيرهم من ذوي الخبرة ، وأن يكون عملياً بحيث لا يتطلب خبرات أو أجهزة أو أماكن غير متوفرة في المؤسسة التربوية ، ويكون اقتصادياً في تكلفته وفي الوقت اللازم لإعداده وتنفيذه واستخلاص نتائجه . وتعتمد دقة نتائج التقويم وصدقها على دقة وصدق أدوات القياس المستخدمة فيه مثل الاختبارات بأنواعها وأدوات الملاحظة والاستبانات والمقابلة والواجبات اليومية وغيرها من الأدوات .
العوامل المؤثرة في بناء المناهج
البرامج والمناهج الدراسية:
1- يجب أن يكون المنهج المدرسي مرنًا تبعًا لحاجات التلاميذ وميولهم وقدراتهم واستعداداتهم، وتبعًا لامكانيات المدرسة وحاجات البيئة المحلية، مع إدماج الدراسة بالنشاط أو الأنشطة المصاحبة.
2- أن يركز المنهج المدرسي على الحياة اليومية للتلاميذ وذلك باستخدامهم المعلومات والمهارات التي يكتسبونها وتوظيف ما تعلموه.
3- أن تكون (البيئة المحلية) ميدانًا للتطبيق ولربط الدراسات النظرية بواقع الحياة مع مراعاة مستوى إدراك التلاميذ ، على أن يتدرج المنهج من بيئتهم المحلية إلى البيئات الإقليمية، فالقومية عن طريق علاقات هذه البيئات بعضها ببعض، ثم بالبيئات الأخرى.
4- أن يشجع المدرسون على اتباع أساليب علاج تخلف المنهج وقصوره وتشجيعهم على التجديد والابتكار.
5- ألا يكون المنهج جامدًا بل يجب أن يمثل التوفيق بين محتوياته وبين أفضل أساليب التدريس وبين الطبيعة البشرية(1)
يتأثر المنهج بعدد كبير من العوامل والمؤثرات الخارجية وفي مقدمة هذه العوامل ما يلي :
عوامل تتعلق بطبيعة المتعلم
نستطيع من خلال نتائج الدراسات والتجارب النفسية التعرف على خصائص نمو الطلاب في كل مرحلة من مراحل التعلم حيث نتعرف على ميولهم واتجاهاتهم ومشكلاتهم واستعدادهم للتعلم وما بينهم من فروق فردية ، وبالتالي فإنه من نتائج تلك الدراسات تستطيع المناهج أن تسهم في تهيئة أفضل الظروف لتحقيق رفاهية وخدمة المجتمع .
عوامل مستمدة من طبيعة المجتمع
تتأثر المدرسة بالمجتمع على جميع مستوياته فهي تتأثر بالبيت وجميع المؤسسات الإعلامية ولكي يكون المنهج وثيق الصلة بالمجتمع فلابد من تحليل أنشطة المجتمع الدينية والثقافية والاقتصادية والصحية وغيرها والاهتداء بهذه الأمور في بناء المناهج كما يجب تحديد العادات والتقاليد والقيم الموجودة في المجتمع والإبقاء على الصالح منها والعمل على دعمه وتقريره بواسطة المنهج .
عوامل مستمدة من خصائص العصر
لخصائص العصر أهمية كبيرة في بناء المناهج وتطورها ، ويتميز عصرنا بأنه عصر التفجر المعرفي وهذا يقتضي منا مراعاة ذلك في مناهجنا حيث يجب الاهتمام بالعلوم التطبيقية والعمل على تنمية القدرات الإبتكارية عند الطلاب والاهتمام بأسلوب التفكير العلمي الناقد البناء وذلك لإعداد الطالب لمتطلبات هذا العصر .
عوامل مستمدة من نظريات التعلم
يجب أن تراعى نظريات التعلم والخبرة التربوية عند بناء المناهج الدراسية ، ومن أبرز الأسس المستمدة منها : ارتباط سهولة التعلم بمرحلة النضج والاستعداد مع إمكانيته الصعبة بدون ذلك الارتباط ، تفوق قوة الدوافع الذاتية للمتعلم على قوة الدوافع الخارجية ، ارتباط تحقق أفضل نتائج التعلم بوضوح الأهداف لدى المتعلم ، تسارع درجة النسيان في غياب الارتباط بين التعلم النظري والمجالات التطبيقية .
مفهوم تخطيط المنهج
يقصد بعملية تخطيط المنهج بأنه عملية تنظيم وتنسيق وربط بين مكونات المنهج مع متابعة تنفيذ ذلك وتقدير احتمالات النجاح والفشل ومحاولة تجنب احتمالات الفشل .
مفهوم تطوير المنهج
مما لا شك فيه أن بناء المنهج يختلف عن تطويره في نقطة أساسية فالبناء يبدأ من الصفر ـ من لاشيء ـ أما التطوير فهو يبدأ من شيء قائم وموجود فعلاً ولكن نريد الوصول به إلى أفضل صورة ممكنة . ويقصد بتطوير المنهج تصحيح أو إعادة تصميم المنهج بإدخال تجديدات ومستحدثات في مكوناته لتحسين العملية التعليمية وتحقيق أهدافها .
ولكي تتم عملية التطوير بصورة سليمة فلابد أن تكون أهدافها واضحة وشاملة لجميع جوانب العملية التعليمية ومعتمدة على أسس علمية ، وأن تكون مستمرة وتعاونية يشترك فيها جميع المختصين في التربية والتدريس ، وحتى تتحقق عملية التطوير لابد أن تكون مسايرة جنباً إلى جنب مع عملية تقويم المنهج حيث يتم تحديد الأخطاء وأوجه الضعف ونواحي القصور في المنهج ثم تُجرى الدراسات والتجارب لمحاولة التخلص من هذا القصور مع الاستفادة من الاتجاهات والخبرات التربوية واختيار المناسب منها والصالح لعاداتنا ولمجتمعنا .
دواعي تطوير المنهج
هناك أسباب أدت إلى ضرورة إجراء عملية التطوير ومنها
(1) التغيرات التي تطرأ على الطالب والبيئة والمجتمع والتربية نتيجة لخصائص العصر الذي نعيش فيه .
(2) قصور المناهج الحالية ويمكن الحكم على ذلك من خلال دراسة نتائج اختبارات الطلاب وأراء المشرفين وخبراء التربية وهبوط مستوى الخريجين ونتائج البحوث التي تجري في مجال التربية .
(3) حشو المقررات بالمعلومات على حساب العناية بطرق التفكير وحل المشكلات وضعف التنسيق والتكامل الأفقي والرأسي بين الخبرات .
(4) التوسع السريع في مجال الزراعة والصناعة وإنشاء البنية الأساسية والنهضة العمرانية .
(5) عجز المناهج الحالية عن الإسهام في حل بعض مشكلات المجتمع .
(6) عدم مواكبة برامج إعداد المعلمين لمتطلبات العصر .
(7) تركيز عملية التقويم على استرجاع المعلومات وعدم تنوع أساليبه وأدواته في معظم الأحيان.
النقد الموجه لمفهوم المنهج التقليدي:
1) ركزت المادة الدراسية اهتمامها على الناحية العقلية وأغفلت نواحي النمو الأخرى من جسمية واجتماعية وانفعالية وهذا يتعارض مع التصور السليم لشخصية التلميذ التي يراد لها النماء والتكامل.
2) أكد المنهج المدرسي على المنفعة الذاتية للمعارف والمعلومات وألزم التلميذ بضرورة تعلمها وحفظها مهما بلغت درجة صعوبتها.
3) اقتصرت عملية اختيار المحتوى الدراسي على مجموعة من المتخصصين في المواد الدراسية.
4) انصب الاهتمام على إتقان المادة الدراسية وأصبح ذلك غاية بغض النظر عن جدواه في حياة التلاميذ مما أدى إلى استبعاد كل الأنشطة المرافقة، واعتبار النجاح في الامتحانات وظيفة من وظائف المادة الدراسية.
5) أدى تركيز المنهج التقليدي الزائد على المعارف إلى أني تصور المدرسون والتلاميذ أن هذه المعارف ذات كيان مستقل عن المصادر التي نشأت عنها.
6) يتلخص عمل المدرس داخل الاطار التقليدي للمنهج في استيعاب المقررات الدراسية ثم نقلها إلى تلاميذه ثم عقد الامتحانات لتحديد مقدار ما استوعبوه من معلومات ومعارف، وواضح من هذا أن المدرس والتلميذ يتحركان داخل مقرر دراسي معين ينأى عن التجديد والابتكار.
7) إهمال الحاجات وميول التلاميذ ومشكلاتهم، وهذا له آثار سيئة حيث يؤدي انصرافهم عن الدراسة وكرههم لها بل وقد يؤدي إلى الانحراف والفشل الدراسي، كما أن إهمال ميول التلاميذ قد يؤدي إلى عدم إقبالهم على الدراسة وتعثرهم فيها.
8) إهمال توجيه السلوك، نظرًا لأن المعرفة في حد ذاتها غير كافية لتغيير السلوك نحو الأفضل ، بل لا بد من إتاحة الفرصة لممارسة وتدريب على سلوك مرغوب معين، من خلال التكرار والتشجيع والتحذير.
9) عدم مراعاة الفروق الفردية بين التلاميذ، حيث يرتكز المنهج على معلومات عامة يكتسبها التلاميذ والكتب الدراسية تخاطبهم جميعًا بأسلوب واحد، وإذا حدث أن أظهر أحد التلاميذ أنه لم يفهم الدرس فإن المدرس يعيد الشرح بنفس الطريقة أي أنه يكرر ما قال، وهذا يتنافى مع مبدأ مراعاة الفروق الفردية، والمفروض أن يهتم المنهج بالفروق الفردية بين التلاميذ.
وبذلك فإن المنهج القديم يستلزم تحديد الأهداف التعليمية، وترجمة هذه الأهداف إلى مواقف تعليمية، ومن ثم تقويم العملية التعليمية، مع مراعاة العوامل التي تؤثر في المنهج مثل فهم الطبيعة الانسانية، ومراحل النمو وخصائصها، وسيكولوجية التعلم، وغيرها.
أنواع المناهج:
هناك العديد من المناهج التي أخذ العمل بها في الوقت الحالي، بعد التطور الذي حصل في المعارف والتكنولوجيا، والذي شمل جميع أجزاء العملية التعليمية، ونظرًا لتطلب المنهج ضرورة اشتماله واستناده على فلسفة تربوية سليمة، وارتباطه بالبيئة والمجتمع والثقافة والحياة، ونظرًا لأن هناك شروطًا يجب مراعاتها في بناء المناهج وتنفيذها وتطويرها، لذلك ظهر في العالم مجموعة من المناهج سوف نتناولها بالتعريف والتبسيط وبين ماهيتها وخصائصها، نظرًا لأن عملية تنظيم المناهج أمر مطلوب، فهو يحدد مجالات الدراسية ونصيب كل من المواد من الخطة، إضافة لطريقة تنظيم اليوم المدرسي وأساليب تحقيق الأهداف والاعانة على توصيف الخبرات التي تقدمها المدرسة للتلاميذ.. وهذه المناهج التي سوف نتناولها هي منهج النشاط، ومنهج الوحدات، والمنهج المحوري، لنتعرف على طبيعة هذه المناهج ومدى التطوير والتحديث الذي حدث في المنهج بعد أن رأينا المفهوم التقليدي للمنهج والمساويء التي كان يتمتع بها.
أولا: منهج النشاط:
هو المنهج الذي يهتم بميول وحاجات التلاميذ وقدراتهم واستعداداتهم ويتح الفرصة للتلاميذ للقيام بالأنشطة المختلفة التي تتفق مع هذه الميول وتعمل على إشباع تلك الحاجات ، ومن خلال هذه الأنشطة ينمو التلاميذ ويكتسبوا المعلومات والمهارات وتتكون لديهم العادات والاتجاهات وتنمي القيم والجانب الاجتماعي والانفعالي لديهم .
ومن هنا نستطيع أن نقول إن منهج النشاط قد نقل محور الاهتمام من مادة الدراسة إلى التلميذ ، وجعله محور العملية التعليمية والتربوية . وتعد المدرسة التجريبية التي أنشأها (( جون ديوي )) سنة 1896 م أول مدرسة حديثة نظمت مناهجها على أساس من النشاط والفاعلية .
وبذلك فإن منهج النشاط له بعض الخصائص والتي من أهمها مراعاة ميول التلاميذ وأغراضهم في المحور الذي يبنى حوله المنهج، إضافة إلى أنه لا يخطط مقدمًا، ويقوم على أساس إيجابية التلاميذ ونشاطهم، وهو لا يتقيد بالحواجز الفاصلة بين المواد الدراسية، ويعتمد في تنفيذه على أسلوب حل المشكلات، ويقوم بتقويم التلاميذ على أساس نشاطهم وسلوكهم وعلاقاتهم.
للنشاط أربع دوافع إنسانية هي :
• الدافع الاجتماعي : ويظهر من خلال ميول المتعلم في مشاركة من حوله .
• الدافع الإنشائي : ويظهر من ألعاب التلاميذ وحركاتهم .
• دافع البحث والتجريب : ويظهر من خلال قيا المتعلم بعمل ما ، والرغبة في معرفة ما ينتج عن هذا العمل .
• الدافع التعبيري : ويظهر من خلال تعبير الغرد عن ميوله الإنسانية أو في اتصاله بغيره من التلاميذ .
الفلسفة التي يقوم عليها هذا المنهج :
هي : أن ايجابية التلميذ لا تتحقق إلا عندما يشترك المتعلم بنفسه في حل مشكلات ذات معنى بالنسبة له ، ولا تتم إلا إذا اخذ المتعلم دورا ايجابيا ونشاطا في عملية التعليم .
خصائص هذا المنهج :
1- يبنى هذا المنهج على ميول وحاجات التلاميذ
2- الاعتماد على ايجابية التلاميذ ونشاطهم
3- تنظيم هذا النشاط في صورة مشروعات أو مشكلات متعددة
4- هذا المنهج لا يعد مقدما من قبل لجان علمية متخصصة
5- يحرص هذا المنهج على وحدة المعرفة وتكاملها والالتزام بالتنظيم السيكولوجي .
6- الطريقة المناسبة لهذا المنهج في التدريس هي طريقة حل المشكلات
7- العمل الجماعي والتخطيط المشترك سمة وخاصية أساسية لهذا المنهج .
مدى التزام المنهج بأسس بناء المناهج :
أ – منهج النشاط والخبرة :
يبنى هذا المنهج على إيجابية التلاميذ ونشاطهم ، ويتم هذا النشاط في صورة مشروعات أو مشكلات يقوم التلاميذ باختيارها والتخطيط لها ، ثم تنفيذها وتقويمها وحيث أن هذه الأنشطة مستمرة ومتنوعة فأنها تتيح الفرصة لمرور التلاميذ بأكبر قدر ممكن من الخبرات وبذلك يعمل منهج النشاط على تحقيق مفهوم المنهج الحديث .
ب- منهج النشاط والتلميذ :
اهتم بالتلميذ اهتماما بالغا ، حتى أصبح محور العملية التعليمية والتربوية ، فاهتم بما يلي :
1 – العمل على فهم التلميذ في جميع الجوانب
2- مراعاة الفروق الفردية بين التلاميذ بحيث يقوم التلاميذ باختيارها حسب قدراتهم واستعداداتهم ورغباتهم
3- تعتمد على ايجابية التلميذ ونشاطه.
ج- منهج النشاط والبيئة والمجتمع :
إذا تم تنظيم المنهج في صورة مشروعات فأن ارتباط المدرسة سيكون ضعيف جدا ، واذا تم تنظيم المنهج في صورة مشكلات متعددة مرتبطة بواقع المجتمع ، فأن المدرسة سوف ترتبط بالبيئة والمجتمع ارتباطا وثيقا .
أهداف منهج النشاط في المدرسة:
وظائف النشاط الطلابي وأهدافه كثيرة، وهو يسهم بدرجة كبيرة في تحقيق الأهداف التربوية للمدرسة، والتي تشمل مجموعة الأهداف التالية:
1- تشجيع النمو الخلقي والروحي وتقوية الصحة العقلية والبدنية.
2- تحقيق النمو الاجتماعي وتقوية العلاقات الاجتماعية وتعميق الصلات بين التلاميذ.
3- توفير الفرص للتلاميذ لاشباع قدراتهم على الابتكار.
4- إكساب التلاميذ مهارات ومعارف جديدة، وممارسة الاهتمامات القديمة وتنمية اهتمامات جديدة.
5- المساهمة في عملية التوجيه والارشاد النفسي والتربوي، وحفظ النظام المدرسي.
6- تقوية الخبرات التي يكتسبها التلاميذ والكشف عن خبرات تعليمية جديدة وتهيئة الفرص للتوجيه النفسي الفردي والجماعي، وتنشيط التعليم داخل الفصول.
7- إيجاد تعاون قوي بين التلاميذ وأعضاء هيئة التدريس لتحقيق النظام المدرسي وتوفير علاقات انسانية سليمة في المدرسة.
8- خلق علاقات أفضل بين المدرسة والبيئة، والعمل على زيادة اهتمام البيئة بالمدرسة.
9- تكملة مناهج المدارس الابتدائية والثانوية والمتوسطة نظرًا لخضوع التلاميذ لمنهج اكاديمي موحد، لذلك فإن النشاط المتنوع يعتبر ضرورة حتمية في المدارس.
10- حماية التلاميذ من السلوك غير السوي واستمرار توجيههم التوجيه الاجتماعي السليم، وضمان شغل أوقات الفراغ في العطلات وأثناء السنة الدراسية والعطلة الصيفية وغيرها.
11- مراعاة ميول وحاجات التلاميذ وحاجات المجتمع الذي يعيشون فيه من خلال الخبرات التي يحصل عليها الطلاب.
12- دراسة أحوال البيئة المحيطة بالتلميذ والعمل على حل المشكلات التي يعاني منها وتحبيبه في المدرسة.
13- يعتبر النشاط المدرسي وسيلة هامة تعين في التوجيه التعليمي والمهني، علاوة على أنه من وسائل تثبيت المعلومات وتنمية شخصية التلاميذ، ووسيلة لدفع السأم والملل والرتابة التي يتعرض لها العمل المدرسي.
إمداد الطالب بالمعلومات والثقافات العلمية والثقافية والفنية والاجتماعية وغيرها، بغرض تحقيق الأهداف التربوية التي تعتبر جزء مكملة للمنهج الدراسي، ويجب العمل على إشباع تلك الحاجات المختلفة.
ثانيًا: منهج الوحدات:
ظهرت الوحدات كفكرة للرد على مساويء المناهج التقليدية التي كانت تهتم بالمعلومات دون أهداف التربية الأخرى، مما كان لها أثر سيء على المتعلم، وقد ظهرت الوحدات كتنظيم لتعالج هذه النقائص، محاولة إبراز وحدة المنهج وربط الدراسة بالحياة والعمل على إيجابية المتعلم ونشاطه، وتوكيد وحدة المعرفة، والمقصود بالوحدة هو تنظيم خاص في المادة الدراسية وطريقة في التدريس تضع التلاميذ في موقف تعليمي متكامل يثير اهتمامهم ويتطلب منهم نشاطًا متنوعًا يؤدي إلى مرورهم في خبرات معينة.
وتقوم الوحدات على مجموعة من الأسس منها التكامل المعرفي والعلاقة بين الحياة داخل المدرسة وخارجها، والاهتمام بأنواع النشاط، وتحقيق مبدأ شمول الخبرة والتقويم في ضوء اسسه العلمية السليمة.
أنواع الوحدات:
هناك العديد من الوحدات، منها الوحدات القائمة على المادة الدراسية، والوحدات القائمة على الخبرة. وهناك الوحدات القائمة على أحد الموضوعات، والوحدات القائمة على المسح، والوحدات القائمة على إحدى المشكلات، والوحدات القائمة على التكامل.4
الوحدات القائمة على المادة الدراسية تعتبر المادة المحور الرئيسي لهذا النوع من الوحدات، وله العديد من الصور التي تأخذ أشكالاً تتمثل في أحد موضوعات المادة وفي مشكلة أو قاعدة أو تعميم، وإذا اتخذت الوحدة شكل الموضوع يمكن أن يكون لهذا الموضوع مشكلة معينة تتحدد من خلال مناقشتها بين المعلم والتلاميذ.
أما الوحدات القائمة على الخبرة، فنعني بها الخبرة التربوية، وهي حاجات التلاميذ وميولهم ومشكلاتهم إضافة للمادة الدراسية، يجب مراعاتها من قبل الملعم، وهي تتفق مع منهج النشاط الذي يتخذ من حاجات التلاميذ وميولهم ومشكلاتهم محورًا له.
ويجب مراعاة تشخيص وتحديد ميول التلاميذ وحاجاتهم وتحديد أهداف الوحدة واختيار الخبرات التعليمية التي تتمشى مع الأهداف الموضوعة، وتنظيم الخبرات التعليمية وتحديد الوسائل التعليمية التي تسهم في تحقيق الأهداف الموضوعة، إضافة إلى وضع إطار لطرق التدريس وتحديد أساليب التقوي.
مزايا منهج الوحدات:
1- يهتم بعملية التعلم المتنوع.
2- يتعلم التلميذ في نظام الوحدات الدراسية عن طريق النشاط الذاتي والخبرات الشخصية المباشرة.
3- اثناء دراسة الوحدة ومعالجتها يشعر التلميذ بأنه يدرس دراسة لها دلالتها وحيويتها وتكاملها.
4- يساهم التلميذ في توجه نشاط الوحدة الدراسية بما يتفق مع حاجاته وميوله وقدراته.
5- تساعد الوحدة الدراسية في توضيح قواعد عامة للتلاميذ لمساعدتهم على تكوين مفاهيم عامة.
عيوب الوحدة التعليمية:
أ. تستغرق وقتًا طويلاً لا يتناسب مع مقدار ما يدرسه التلاميذ فيها من المادة الدراسية ولا يستطيع التلميذ أن يجمع أجزاء كثيرة من المادة الدراسية اللازمة لأنها لا توجد في الكتاب.
ب. ينشأ عن طبيعة الوحدات التعليمية أن يتعلم التلاميذ حقائق معينة تساعد على بلوغ أهداف خاصة في الوحدة، بينما يغفلون حقائق أساسية كثيرة في المادة الدراسية.
ت. الوحدات التعليمية تقوم على المادة الدراسية بوجه خاص لا تهيء حرية كافية للتلميذ في دراسته ونشاطه.
ث. هناك عبء العمل ثقيل على التلميذ فهو قد لا يقبل على الدراسة لأن الوحدات تتطلب معلمين ومدرسين يستطيعون القيام بما يلزم هذه الوحدات من إشراف وتوجيه مناسب.
ثالثًا: المنهج المحوري:
المنهج المحوري هو الذي يقوم على تنظيم الخبرات التعليمية التي تقدم لكل المتعلمين، وهو يهدف إلى تنظيم وتقديم بعض جوانب التربية العامة في المدرسة، وهو عبارة عن مجموعة من الخبرات التي يكتسبها التلاميذ والمتعلقة بحاجاتهم ومشكلاتهم العامة بهدف إشباع هذه الحاجات والوصول إلى حلول مرغوب فيها، تتعلق بما يعترضهم من مشكلات.
ويقسم المحور إلى ستة أنماط تمثيلية منها :
1- أنه يتكون من عدد من الموضوعات المنظمة منطقيًا أو أنماط المعرفة المختلفة والتي يمكن أن تدرس مستقلة بعضها عن الآخر.
2- الموضوعات التي يتكون منها المحور ينظر إليها ككل متكامل يربط بعضها البعض الآخر.
3- المحور يتكون من عدد من المشكلات الواسعة ووحدات العمل.
4- المحور يتكون من عدد من الموضوعات ومجالات المعرفة الموحدة والمندمجة، وهو موضوع واحد.
5- المحور يتكون من عدد من المشكلات المخطط لها مسبقًا التي تفيد في إشباع الحاجات الاجتماعية والسيكولوجية.
والمنهج المحوري عدة أنواع، فمنه ما يقوم على دراسة مادة واحدة تعتبر نقطة الانطلاق، وتتجمع حولها بقية المعلومات المختلفة، ومنها ما يقوم على موضوع من موضوعات المادة ويتعرض لكافة المعلومات المرتبطة بهذا الموضوع ، ومنها ما يقوم على دمج أكثر من مادة في مجال واحد، أو محور يقوم على ربط بعض المواد المتشابهة ، أو يقوم على بعض المواد العامة التي يجب على جميع التلاميذ دراستها في مرحلة معينة.
خصائص البرنامج المحوري:
يجب أن يشارك جميع التلاميذ في المحور، كما أنه يستغرق فترة زمنية طويلة قد تتراوح بين ثلث اليوم المدرسي ونصفه، وهو يفسح المجال للتوجيه التربوي ويتناول مشكلات الشباب واهتماماتهم المباشرة، ومن خصائصه أنه يدور حول حل المشكلات ويتجاهل الخطوط الفاصلة بين المواد الدراسية لأنه يعتبر المعرفة كلها داخلة في نطاقه، كما أنه يستلزم تخطيطًا يشترك فيه المدرس والتلميذ، ومن خلاله يتم تعلم المادة الدراسية في البرنامج المحوري والمهارات كلما دعت الحاجة لذلك، وهو يتطلب إعدادًا كبيرًا من جانب المدرس لأن البرامج المحورية ينبغي أن تدرس مرتبطة بالمقررات الدراسية الأخرى في المنهج، وبذلك فإن الطريقة المحورية هي التي تكفل مراعاة الفروق الفردية بين التلاميذ بعضهم البعض. ويعاني المنهج المحوري من بعض العيوب منها أنه يشتمل على تنوع كبير في الموضوعات الدراسية والتي يندر أن يلم بها مدرس واحد، كما أن التلاميذ لا يستطيعون دراسة البرنامج المحوري اكتساب القيم التي عادة ما تشتق من محتوى الموضوعات الدراسية وطرق تدريسها، ولذلك ينمو التلاميذ ونموهم العقلي غير متكامل.
تخطيط المنهج
إن المحاولات الحديثة للوصول إلى نظرية متكاملة للمناهج تضمنت سلسلة من الأساليب والاجراءات التي يمكن أن نطلق عليها عملية تطوير المناهج، وهو عملية تخطيط المناهج التي تحتاج إلى ترشيد التخطيط الذي قد يساعد على ربط أجزاء العملية بطريقة علمية، ويعتبر تخطيط المنهج من أخطر الخطوات التي يترتب عليها تبعات العملية التعليمية بأسرها، والتخطيط السليم للمنهج يضفي ظلالا وآثارًا على المسالك المتبعة في كل مرحلة من مراحل المنهج.
وإن أي تخطيط أو تطوير أو تقويم للمنهج يعتمد على نظرية عامة توفر له التوجيه والارشاد، وهناك العديد من النظريات والتي من ابرزها نظرية دوائر المعارف، والنظرية الجوهرية والنظرية البرجماسية، والنظرية البوليتكتيكية، ويبنى المنهج على مجموعة من الأسس والتي من أبرزها الأساس الفلسفي، والأساس الاجتماعي، والثقافي، والسيكولوجي.
ويستلزم المنهج الحديث تحديد الأهداف التعليمية، وترجمة الأهداف إلى مواقف تعليمية وتقويم العملية التعليمية، والذي يعتبر مجموع الخبرات وأوجه النشاط التي تقدمها المدرسة تحت إشرافها للتلاميذ ، وهي الخبرات التي تهيأ للمتعلم والتي تستهدف مساعدته على النمو الشامل المتكامل لكي يكون أكثر قدرة على التكيف مع ذاته ومع الآخرين، وخلاصة القول أن المنهج الحديث المراد التخطيط له يجب أن يكون عبارة عن مجموعة من النشاطات المتنوعة التي يتم التخطيط لها والتي تتاح الفرصة للمتعلم لممارستها وتتضمن عمليات التدريس التي تظهر نتائجها فيما يتعلمه أو يتدرب عليه التلميذ، ويشترط في هذه النشاطات المخططة أن تكون منطقية وقابلة للتطبيق وذات تأثير ملموس على المتعلم
ويشمل مفهوم التخطيط كل ما ينبغي أن يكون عليه المنهج مع ربط هذا المجال التصوري بمجالات التطبيق والتنفيذ مع تقدير احتمالات النجاح والفشل والعمل على تلاشي احتمالات الفشل، وذلك بعد أن يتم الربط بين الأهداف والإمكانيات والوسائل ويتم التفكير في طرق التنظيم والتنسيق وكذلك في أساليب التنفيذ والمتابعة.
سمات المنهج المخطط جيدًا:
1- أن تكون الأهداف المدرسية واضحة مفهومة من كل ما يعنيهم الأمر في العملية التعليمية، وهي شاملة وواقعية ومتوازنة، وإمكانية التعديل أو الإضافة فيها كلما احتاج الأمر لذلك.
2- الخبرات التعليمية المقدمة متسلسلة ومتتابعة مع مراحل النمو العقلي للتلاميذ الذين يقدم لهم المنهج.
3- قدرة التلاميذ على الفهم للخطط التفصيلية المتضمنة في الخطة العامة.
4- مجموعات الأهداف الرئيسية متصلة بعضها ببعض ويتم تجميعها طبقًا لذلك، كما يتم اختيار الخبرات التعليمية في كل مجموعة بشكل يتيح تحقيق تلك الأهداف.
5- يتم فحص متطلبات القوى الخارجية بطريقة تجعلها في توازن مقبول.
6- الخطة العامة للمنهج شاملة للتدريس وأساليب التقويم بجانب الأهداف والخبرات التعليمية.
7- خطة المنهج تتيح في ثناياها وسائل للحصول على تغذية راجعة من التلاميذ وكل من يهمهم الأمر مثل أولياء الأمور والشخصيات العامة والمتخصصين.
8- الخطة مكتوبة بطريقة واضحة يسهل فهمها من جانب التلاميذ وأولياء الأمور والأشخاص العاديين.
تتمتع خطة المنهج الحديث بمرونة ملائمة تتيح تقديم خبرات تعليمية بديلة وطرق تدريس متنوعة واختيارات لكل تلميذ.
التقويم والمنهج:
يستخدم التقويم بمعاني مختلفة، فهو عملية تقويم الفرد لشيء معين، فيما يتصل بالمدرسة ومنهجها وتقويم أهدافه ومجاله، ونوعية القائمين على تنفيذه، ومستويات التلاميذ والأهمية النسبية لبعض المواد الدراسية.. كما قد يستخدم التقويم ليشير إلى عمليات مختلفة وقد يكون مجرد حكم ذاتي قائم على إبداء الرأي، وبالتالي فإنه قد يستخدم ليصف عملية التجميع الدقيق للشواهد الدالة على مدى تحقق الأهداف والتوصل إلى أحكام على أساس هذه الشواهد ووزنها في ضوء هذه الأهداف، وقد تستند هذه الأحكام إلى معيار، كالمتوسط القومي، أو متوسط متوقع، أو الأهداف المنشودة.
ويعني التقويم الأمثل هو أن التربية عملية تغيير سلوك التلاميذ وأن هذه التغييرات هي أهداف التربية، بينما تحتوي هذه التغيرات على إتقان المحتوى المعرفي عن طريق دراسة موضوعات أو مواد دراسية معينة، وهذه التغيرات تشمل استجابات التلاميذ لهذا المحتوى، مثل طرق التفكير والمهارات التي تقوم على الفهم وغير ذلك.
مستلزمات التطبيق:
1- توضيح الأهداف إلى درجة وصف أنواع السلوك التي تمثل التحصيل في مجال معين.
2- استخدام طرق متنوعة للحصول على شواهد وأدلة على التغيرات في سلوك التلاميذ.
3- استخدام الطرق الملائمة لتلخيص الشواهد والأدلة وتفسيرها.
4- استخدام المعلومات التي تكتسب عن تقدم التلاميذ أو عدم تقدمهم في تحسين المنهج وطرق التدريس وتوجيه المتعلمين وإرشادهم.
وظيفة التقويم:
إن طريقة تقويم ما يتم تعلمه تحدد مسار حدوث التعلم، كما أن مجال التقويم يحدد أنواع التعلم التي يهتم بها المنهج ومستوياته، بغض النظر عن ما هو مبين فيه، وقد يحدث تعارض بين مجال أهداف المنهج ومجال التقويم، وقد ترتكز عمليات التقويم على الأهداف البسيطة وعلى العمليات العقلية كالمهارات والمعرفة للحقائق، أما الأهداف ا لأكثر تعقيدًا والأكثر أهمية فإنها لا تتعرض للتقويم المنظم الموثوق به.
خصائص برنامج التقويم:
1) الاتساق مع الأهداف، حيث ينبغي أن يكون التقويم متسقًا مع أهداف المنهج، أي أن يقوم التقويم على نفس التصورات التي يقوم عليها المنهج والتي تتصل بما ينبغي إنجازه.
2) الشمول: حيث ينبغي أن تكون برامج التقويم شاملة كأهداف المدرسة بينما اتسعت أهداف التربية نجد أن تطوير أدوات لقياس مدى تحقيق هذه الأهداف لم يتحقق بالقدر الكافي، فما زالت الاختبارات والامتحانات تركز على معلومات ومهارات معينة كالقراءة والحساب وتحديد مواقع جغرافية على الخرائط وغير ذلك.
3) القيمة التشخيصية: حيث إن هناك أساسًا هامًا للتقويم وهو أن تكون نتائجه تشخيصية أي تميز بين المستويات المختلفة من الأداء والاتقان، وأن تصف نواحي الضعف والقوة في عمليات الأداء.
4) الصدق: حيث إن صدق أدوات التقويم معناه أن نقيس ما وضعت لقياسه، ويزداد هذا الصدق كلما زاد اتساقها مع الأهداف، والأدوات الصادقة تستند إلى تحليل معتنى به لأنماط السلوك المراد تقويمها، وهي تتجه إلى تلك النواحي التي أتيحت للتلاميذ الفرص لتعلمها.. كما ينبغي أن نضمن صدق البرنامج التقويمي من خلال توفر أدوات القياس الجيدة، وذلك لأن الأدوات الصادقة بالنسبة لبعض المدارس قد لا تكون صادقة في مدرسة معينة إذا كان برنامجها التعليمي يختلف عن البرنامج التعليمي الذي وضع الاختبار من أجله.
5) وحدة التقويم (تكامل التقويم): حيث إن أكبر تهديد للصدق يكمن في الطريقة التي تشتق بواسطتها الأحكام التقويمية عن الأفراد أو الجماعات من الشواهد المتوفرة.. لأن عمليات التقويم بطبيعتها تحليلية، فإذا أردنا أن نقيس سلوكًا بوضوح ودقة، وأن نلاحظ الفروق بين ألأفراد على نحو دقيق، فمن الضروري أن نقسم أنواع السلوك المركبة إلى وحدات صغيرة.. وأن نقيس كلاً منها قياسًا منفصلاً.
6) الاستمرارية: حيث إنه ينبغي أن يكون التقويم عملية مستمرًا وجزءًا متكاملا من المنهج والتدريس، وينبغي أن يلاحظ التقدم عند حدوثه وأن يسجل، ومعنى هذا أن الاختبارات والامتحانات النهائية ليست إلا جزءًا صغيرًا من برنامج التقويم الكلي، وينبغي أن يبدأ برنامج التقويم بتشخيص يتم عند بداية أي برنامج تعليمي جديد أو عند الشروع في وحدة تعليمية من البرنامج.
البرنامج التقويمي الشامل:
هناك بعض المتطلبات يجب مراعاتها عند وضع برنامج تقويمي شامل، ومن هذه الملاحظات:
1- ما هي الأهداف التي يحاول المنهج تحقيقها؟
2- ما هي الظروف أو المواقف التي يتاح للتلاميذ من خلالها الفرصة لاظهار هذا السلوك المطلوب.
3- ما هو المحك المستخدم لتقدير تحصيل التلاميذ وتحديد مدى اقترابهم من الهدف؟
4- ما هي العوامل التي تحدد تحقيق الأهداف التربوية، وكيف يمكن للفرد أن يحدد هذه العوامل؟
5- ما هي مضامين هذه النتائج بالنسبة لتدريس المنهج أو توجيه التلاميذ؟
ويمكن الحصول على الشواهد والأدلة من خلال الاختبارات المقننة، ومن خلال الاختبارات والوسائل غير المقننة التي يستخدمها المدرس.
تأثير التقويم على المنهج:
إن ترجمة البيانات التقويمية إلى تحسينات في المنهج وفي طرق التدريس كثيرًا ما تتم على نحو آلي، فعندما يظهر انخفاض في الأداء يعتبر مؤشرًا على توضيح الحاجة إلى انفاق وقت أطول وطاقة أكبر في المجال الذي انخفض فيه الأداء، وذلك دون القيام بتحليل كاف للأسباب الممكنة لهذا الانخفاض أو معناه بالنسبة للنمط الكلي للتحصيل.
ولاكتشاف أي صعوبات في آليات القراءة والتعبير والكتابية، قد يطبق على التلاميذ اختبارات مقننة في الفهم القرائي وسرعة القراءة وآليات التعلم اللغوي، وذلك في أول السنة الدراسية وذلك بقصد التشخيص.. وفي السنة الثانية يتجه الاهتمام إلى قراءة الشعر والمواد الأخرى التي تعتمد على الخيال بغية مشاهدة التلاميذ على تعلم تفسير هذه البيانات على نحو صحيح.. ونخلص مما سبق إلى نتيجة مؤداها أن استخدام البيانات التقويمية يمكن أن يحسن عملية التعلم، كما أن لهذا الاستخدام تطبيقات أخرى مثل مراجعة أهداف المنهج .
أدوات التقويم:
هناك العديد من أدوات التقويم، ومنها:
أ. الاختبارات الشفهية: حيث أنه بالنسبة لبعض الأهداف تعتبر الاختبارات الشفوية ضرورية لقياس مدى تحقيقها فإذا أردنا أن نرى مدى إجادة التلميذ لنطق اللغة العربية أو الانجليزية أو الفرنسية، أو التعرف على مدى إجادة القراءة، فإنه لا بد من وضع الاختبارات الشفوية.. ولهذه الاختبارات عيوبًا فمثلا يتطلب اختبار عدد كبير من التلاميذ شفويًا وقتًا طويلاً، هذا بالاضافة إلى أن الاختبار الشفوي له عيوب اختبارات المقال.
ب. الاختبارات التقليدية (اختبارات المقال):.. حيث هذه الاختبارات صالحة ومناسبة لقياس مدى تحقيق بعض الأهداف، مثل تحديد مدى قدرة الفرد في الانشاء وهي تعمل على إظهار قدرة التلميذ على الكتابة لعبارات مفهومة، واطهار مدى فهمه للصلة بين أجزاء الموضوع، ومدى قدرته على تنظيم الأفكار في سياق متسق، ومدى قدرته على التمييز بين النقاط الهامة وغير الهامة في الموضوع، إضافة إلى أنه يتيح للتلاميذ أن يعبروا عن حيثيات آرائهم ويحول دون إحساسهم بالضيق والاحباط.. والاختبارات التقليدية لها بعض العيوب التي من أبزرها أنه يترك للتلميذ الشك فيما يريده المدرس أو الممتحن من الاجابة.. والاختبار لا يحتوي إلا عدد محدود من الأسئلة، كما أن الأسلوب قد يخفي الفكرة، واختبارات المقال تتمتع بالذاتية فالمصححون المختلفون يقدرون المقال الواحد تقديرات مختلفة..
ت. الاختبارات القصيرة، الموضوعية: وله صور متعددة، ومنها أسئلة الاختيار من متعدد، ففي كل عنصر من عناصر الاختبار نجد بعد كل سؤال أو بعد كل جملة غير تامة ثلاث إجابات أو اربع أو خمس على التلميذ أن يختار واحدة منها.. وينبغي أن تكون صياغة الاجابات مناسبة لصياغة الجملة غير التامة، وأن تكون الاجابة الصحيحة أطول الاجابات، ومنها أسئلة الصواب والخطأ، حيث بعد كل سؤال يترك قوسين مفتوحين، يضع الطالب فيهما إشارة صح أو خطأ، وفي هذه الحالة يجب استبعاد الكلمات التي لها أكثر من معنى، ويجب الابتعاد عن النفي لأن النفي يجعل الجملة معقدة.. ومنها أسئلة المزاوجة، حيث يتكون العنصر أو السؤال من مجموعة من الكلمات أو العبارات على التلميذ أن يبحث عن الكلمة أو العبارة المرتبطة بها من بين مجموعة أخرى أمامها، ومنها أسئلة التكميل، ويطلب فيها من التلميذ أن يضع كلمة أو كلمات في المسافة الخالية من العبارة المعطاة، وهذا يسهل وضعه واستخدامه إلا أنه لا بد أن يراعى عند وضعه أن تكون هناك كلمة محددة أو جملة أو جزء منها هو الذي يملأ ا لمسافة الخالية وليس غيره.
وعلى العموم، فإن الاختبارات الموضوعية كلها لها بعض العيوب والمزايا، فمن عيوبها لا تسمح الاختبارات القصيرة للاجابة بقياس المادة المعقدة أو التي تحتاج إلى تفكير وتأمل كثير، كما أن وضع الاختبارات القصيرة يحتاج إلى مجهود كبير، فلا بد من تكريس وقت طويل لاختيار الأسئلة لصياغتها.. في حين إن مزاياها تبرز في شمولها للمادة الدراسية، وسهولة تصحيحها من قبل أي مدرس، ولا تتطلب من التلاميذ أن ينظموا أفكارهم، كما يستطيع التلاميذ أنا يخمنوا بعض الاجابات وأن يستدلوا على خطأ الاجابة أو صحتها من بعض الألفاظ الواردة في السؤال.
ث الاختبارات المقننة، وهي نوع من الاختبارات القصيرة ومزاياها لا تتوفر في بعض أنواع الاختبارات، وهي أكثر ثباتًا من الاختبارات الأخرى التي يقوم المدرس بعملها عادة، فلو طبقت على مجموعة من التلاميذ مرتين فإن موضع كل تلميذ بالنسبة للآخرين سيظل واحدًا في الحالتين.. وهي تساعد في التعرف على عمر التلميذ التربوي حيث يمكن أن نتبين ما إذا كان متقدمًا أو متأخرًا أو متوسطًا بالنسبة لغيره.. ومن عيوب هذا الاختبار أنه قد لا يتفق مع البرنامج المحلي للمدرسة، كما أن أهداف المهارات الأساسية كالقراءة والكتابة والحساب واحدة حيث يظهر تفاوت في بعض المواد الدراسية.. ويتأثر المدرسون بالأهداف التي تؤكدها الاختبارات المقننة وقد تكون هذه الأهداف مخالفة لما تستهدف المدرسة في بيئة معينة تحقيقه.. وبالتالي فإنها أحيانًا ترحب بفرصة مقارنة مستوى التلاميذ بمستوى التلاميذ في الدولة كلها، بالنسبة لهدف معين شائع في مناطق الدولة المختلفة.
ث. وهناك أدوات تقويم خاصة بالذكاء، وأدوات تقويم تشخيصية، وهناك الاستخبارات، والسوسيرجرام، والمقابلة الشخصية وغيرها .
تطوير المناهج الدراسية:
إن أسس تطوير المنهج يجب أن تستند على اساس عقلاني وعلمي، بدلا من اعتماده على خبرة عملية محدودة، ويجب أن يتم معرفة عملية التعلم وطبيعة التلاميذ التي تقدم أساس آخر لتطوير المنهج وخطة للتعلم، كما يجب التعرف على طبيعة المعرفة والخصائص النوعية للمواد الدراسية التي يتخذ المنهج منها محتواه وأسهاماتها الفريدة، إضافة إلى الحقائق وألأفكار المستمدة من هذه المصادر، ويتلخص النظام الديناميكي لتطوير المنهج في النقاط التالية:
1) التعرف على الحاجات وتشخيصها.
2) صياغة الأهداف.
3) اختيار المحتوى.
4) تنظيم المحتوى.
5) اختيار خبرات التعلم.
6) تنظيم خبرات التعلم.
7) تحديد ما نقوم بتقويمه وطرق التقويم ووسائله.
وبالتالي فإن تطوير المنهج وتغييره لا بد أن يتم كمشروع منظم، ينقسم إلى مشروعات فرعية أصغر، حيث يعالج كل واحد منها على حدة.. أي أن تطوير المنهج يتم في سلسلة من الخطوات، تضاف كل خطوة منها إلى الخطوة السابقة عليها، وتؤدي إلى مراجعة القرارات التي اتخذت في الخطوة السابقة .
أما بالنسبة لطرق تطوير المنهج فهناك بعض الطرق نذكر منها:
(أ) ما يقوم به الموجهون ونظار المدارس والمدرسون الأوائل من احداث التغيرات المرغوب فيها في تنظيم المحتوى للمنهج واختيار خبرات التعلم.
(ب) عن طريق تدريب المعلمين أثناء الخدمة وتقسيمهم لمجموعات دراسية وإعداد ورش عمل لهم وحلقات نقاش خاصة بعملهم ودراسة مقررات دراسية ووسائل ترتبط بخطط معينة لتطوير المنهج،
(ت) مراجعة المنهج وتعديله عن طريق تشكيل لجنة تكون مهمتها معالجة موضوع معين أو وضع إطار للمنهج تحدد التوجيهات والارشادات العامة بموجبه.
(ث) هناك برامج شاملة وطموحة لتطوير المنهج تتطلب تشكيل مجموعة من اللجان تعالج جوانب مختلفة من تطوير المنهج.
اجراءات تطوير المنهج:
(1) أن يدرك الأخصائيون وألآباء فيما يتخذ من قرارات بالنسبة للتعليم وما يتم من أعمال أي أن يشتركوا في التخطيط والتقويم.
(2) تخصيص مدرسة أو أكثر لتضع موضع التجريب بعض برامج النشاط الخاص بالمنهج.
(3) تكوين جماعات للبدء في جهود التطوير وتخطيطها وتنظيمها والتنسيق فيما بينها.
(4) دمج الاشراف والتدريب للمعلمين أثناء الخدمة ونشاط المنهج بقصد تحقيق أوثق تعاون بين العاملين في العملية التعليمية وبغية الربط بين العمليات لتحسين عملية التعلم.
(5) اجراء بعض التجارب والاجراءات والوسائل التي تحقق ا لانغماس في العمليات التعليمية والتحمس لها على نحو فعال.
(6) التوسع في الخدمات الاستشارية على اختلافها والافادة منها في جميع المصادر المتاحة من وزارة التربية والتعليم.
(7) القيام ببحوث ميدانية تعاونية لمعالجة المشكلات المعينة وتحسين الممارسات التربوية.
(8) تشكيل فريق من مستويات مختلفة للتعاون في القيام بالمشروعات وألأعمال التي يتطلبها التطوير.
(9) تكوين قيادات أكثر فاعلية وأكبر انتشارًا .
معوقات تطوير المنهج:
إن الاجراءات السابقة لها عدة عيوب، منها ما تواجهه من صعوبات نتيجة لاتساع قاعدة المشاركين في تطوير المنهج، وهذا التوسع في القاعدة لا يصاحبه وضوح فكري كاف عن دور كل جماعة من جماعات المشاركين في التطوير، ويرتبط بهذه الأدوار قرارات بعضها يتطلب نضجًا فكريًا وتخصصًا قد لا يتوافر في بعض الفئات المشاركة في تطوير المنهج.
لهذا ينبغي تحديد أحسن المشاركة في تطوير المنهج، فلا يجوز أن يستعان ببعض الآباء ليشاركوا في وضع المنهج وتطويره، أو يتخذوا قرارات لا يقدرون عليها، وإنما يقدر عليها ذو الخبرة في هذا المجال.. كما أن تطوير المنهج عن طريق اللجان يتطلب استراتيجية للقيادة السليمة، ويقتضي أنماطًا من العمل ليست متاحة عادة.. ويعبر اللجان على فلسفة جديدة للمشاركة دون أن يواكب ذلك تحديد للمسؤوليات والأدوار والكفاءات المطلوبة.
كما تنشأ بعض الصعوبات بسبب الخطأ في تقسيم العمل، لأن المنهج يتطلب أعمالاً كثيرة، مختلفة، وكل عمل يتطلب درسًا وتفكيرًا ولا تستطيع جماعة أن ترى العناصر المختلفة في علاقتها بعضها ببعض، لذلك يجب أن يكون هناك استراتيجية في تغيير المنهج، وتتطلب التمييز بين أمرين: إدخال تحسينات على المنهج، أو تغييره، وإدخال تحسينات على المنهج بمعناه تعديل أو تغيير بعض جوانبه دون تغيير التصورات الأساسية أو تنظيمه. وبالتالي فإن تغيير المنهج يتطلب تغيير في الأفراد في اتجاهاتهم نحو العالم المحيط بهم، وما يتطلبه المنهج وتغييره هو:
1- يتطلب تغيير المنهج عدد من الخطوات المنظمة المتتابعة تتناول جميع جوانب المنهج بدءًا بالأهداف و الوسائل والطريقة الشائعة في تغيير المنهج أو تطويره طريقة تتناول أجزاء وتترك أجزاء أخرى.
2- كما تستلزم استراتيجية تغيير المنهج خلق ظروف تساعد على العمل المنتج، وذلك من خلال توفير الظروف التي تزدهر فيها الانتاجية وتجنب الظروف التي تضعف فيها.
3- يتطلب تغيير المنهج قدرًا هائلاً من التدريب ولا بد من تعلم مهارات جديدة واكتساب وجهات نظر جديدة والتوصل إلى طرق جديدة للتفكير .
4- يتضمن التغيير دائمًا عوامل إنسانية وانفعالية، مثل تغيير انفعالات الناس واتجاهاتهم نحو ما له دلالة ومغزى وما ليس له دلالة، وأن نغير مدركاتهم عن التطوير والتغيير والأغراض والدافعية وغيرها.
5- المنهج وتغييره يتطلب أنواعًا كثيرة من اللقاءات في تشكيلات مختلفة، وبالنسبة لجوانب مختلفة من العمل، وهذه اللقاءات تتطلب التنظيم لتصبح فرقًا للعمل الفعال، بحيث تطوع كل الموارد في سبيل ذلك.
6- إن إدارة تغيير المنهج يتطلب مهارة قيادية موزعة.
أسلوب النظم في تطوير المنهج:
مفاهيم النظم مفتوحة في تطوير المنهج تتجه إلى جعل التربية متجاوبة مع التلميذ ومتناغمه مع عالمه، وحين تؤكد مفاهيم النظم الدور الحيوي للناس في تحديد الحاجات والتخطيط وتنمية وتطوير الاجراءات والعمليات بعد تأمل ودرس لتحقيق النتائج، فإنها توفر عمليات منظمة تطوع نفسها لتطوير المنهج بحيث يحدد الحاجات ويصمم طرقًا فعالة لتثبيتها.. وأسلوب النظم يتمتع بعدة عناصر، من أهمها: المرامي العريضة، والحاجة، والأهداف، والقيود، والبدائل، والانتقاء، والتنفيذ، والتقويم، والتعديل، إضافة إلى مراعاة الاعتراضات على أسلوب النظم، واعتبارات السياق في اسلوب النظم.
ومن الاعتبارات التي يجب أن تلبى عند تطوير المنهج ما يلي:
1- زيادة التعليم لجميع أعضاء المجتمع وخاصة الفئات المحرومة تربويًا.
2- القيام بهذا بإنتاجية أفضل واقتصاد في العملية التعليمية.
3- زيادة كيف الخبرة التعليمية على نحو مستمر.
4- مواكبة ومواجهة التفجر المعرفي والتزايد الهائل في المعلومات.
5- مراعاة الفروق الفردية مما يتيح استخدام الإمكانيات الكاملة للفرد.
- أنواع الطرائق الحديثة في تصميم المناهج:
بعد تحليل الأدبيات التي كتبت عن طرائق التدريس الحديثة أتضح أن أهم الطرائق التي أشارت إليها غالبية المصادر تكمن في الاتى :-
1- الحقائب التعليمية :
تقوم هذه الطريقة على أساس تنظيم برامج الدراسة في صورة مجموعــة من النشاطات المكتوبة تتضمن الموضوعات والتطبيقات التي تعتبر النشاط مركزها وترتبط بها الحقــائق والمفاهيـم وألوان النشاط المختلفـة التي يمارسها المتعلمين والمعلم ، هـــذه النشاطات أو بمعنى أصح التطبيقات تعرض عملي داخل قاعة الدراسة ليستفيد منهــا المتعلمين.والحقيبة التعليمية هي : وحــدة تعليمية تعتمـــد على نظام التعلم الـذاتي وتوجه نشاط المتعلم ، بالإضافة إلى إنها تحتوى على مواد معرفية وتعليمية متنوعة مرتبطة بأهداف سلوكيــــة معززة باختبارات قبلية وبعدية وذاتية ، ومدعمة بنشاطات تعليمية متعددة تخــدم المحتوى العلمي للمقرر الدراسي " 0
2- طريقة Keller للتدريس
هي عبارة عن دراسة موجهــة من خلالهــا تعطى الدروس على أشكال وحـدات، والوحدات هي إما وحـــدة لخبرات تقوم على ميول المتعلمين وحاجـاتهم ومشكلاتهم التي تواجههم في الحياة دون إهمال للمــادة الدراسية أو وحــدة مادة تقوم على أساس المادة الدراسية التي تتناول مجالات المعرفة ، ويتم تحقيق ذلك داخل قاعــة الدراسة .
3- طريقة Park Hurrist
هي عبارة عن دراسة ذاتية عن طريق مجموعة من الوحدات ، فيها يعتمد المتعلم كلياً على نفسه، حيث يذهب إلى معامل خاصة ليقوم بالتطبيق علماً بأن كل معمل يوجد به معلم للمساعدة ولا يعطى المتعلم وحدة أخرى حتى يتم الانتهاء من الوحدات السابقة، ومن عيوب هذه الطريقة إنها لا تراعي الفروق الفردية.
4- التعليم المبرمج
وهو تعليم ذاتي يسعىالمعلم فيه إلى وضع ضوابط على عملية التعليم وذلك بالتحكم في مجالات الخبرة التعليمية وتحديدها بعناية فائقة وترتيب تتابعها في مهارة ودقــة بحيث يقوم الطالب عن طريقهــا بتعليم نفسه بنفسه واكتشاف أخطائه وتصحيحها حتى يتم التعلم بحيث يصل المتعلم إلى المستوى المطلوب من الأداء .
5- طريقة الحاسب الآلي
وهي من الطرائق الحديثة في التدريس حيث يقـوم المعلم باصطحاب طلابـــه إلى معمل الحاسبات ليروا عن قرب كيف يمكنهم الاستفادة عمليـــاً من تشغيل الحاسب وتعلـم بعض الدروس عن طريق هذه الأجهزة . هذا إذا ما توفرت الأجهزة وتوفـر المعمل بكامل أدواته.
6- طريقة التدريس من خلال اللجان ( ورش العمل )
إحدى الطرائق الحديثة التي تعتمد على تقسيم المتعلمين إلى جماعات ، مع مراعـاة الفروق الفردية بينهم من جانب ، وبين الجماعات من جانب آخر.
7- طريقة المشروع :
إحدى طرائق التدريس الحديثــة والمتطورة المنفذة في البلاد المتقدمـة ولاسيما الولايات المتحدة ، وهى تقـوم على التفكير في المشروعات التي تثير اهتمامات الطلاب الشخصيـة ، وأهداف المنهج. تجمع هذه الطريقـة بين القراءة ، وبين الإطـلاع على المشروع والخبرة العلمية والممارسات النشطة التي يقوم بها الطلاب .
8- طريقة حل المشكلات :
من الطرائق التدريسية الشائعــة ، والمفيدة تربويا ، حيث تنمى عددا من المهارات بين الطلاب ، تنفذ هذه الطريقة مع الطلاب على شكل جماعات وأفـراد وفى كل المراحل ، مثلها مثل طريقة المشروع ، هدفها حل المشكلات التي تواجه الأفراد عن طريق تجزئة المشكلة إلى عناصرها المكونة لها ، ثم دراسة كل عنصر على حدة 0
9- التعليم الالكتروني :
يعد التعليم الالكتروني وسيلة من الوسائل التي تدعم العملية التعليمية وتحويلها من طـور التقليد إلى طور الإبداع والتفاعل وتنمية المهارات ، حيث يقدم أحدث الطرق في مجال التعليم والترقية بواسطة الكمبيوتر والانترنت للمؤسسات التعليمية والذي يتلاءم مع احتياجات أفـراد الأسرة والطالب من حيث :-
1- التفاعل مع أستاذ المادة بالصوت والصورة من خــلال عرض كامل للمحتوى العلمي
على الهواء مباشرة
2- السماح للمتعلم بمذاكرة محاضراته والتفاعل مع المحتوى العلمي من خــــلال شبكة
المعلومات بواسطة بيئة التعلم الذاتي .
أو هو شكل من أشكال التعليم عن بعد ، يمكن تعريفه بأنه طريقة للتعليم باستخدام آليات الاتصال الحديثة كالحاسب و الشبكات و الوسائط المتعددة وبوابات الإنترنت من أجل توصيل المعلومات للدارسين بأسرع وقت وأقل تكلفة وبصورة تمكن من إدارة العمليـة التعليمية وضبطها وقياس وتقييم أداء الدارسين.
** خصائص التعليم الالكتروني
1- توفير جميع وسائل التفاعل الحي بين المتعلم والمعلم .
2- تفاعل المعلم والمتعلم بالنقاش بواسطة المايك المتصل بالحاسب الشخصي .
3- تمكين المعلم من عمل استطلاع رأى لمدى تجارب المتعلمين مع محتوى المحاضرة
4- تمكين المعلم من عمل تقويم فوري .
5- يمكن للمعلم عمل جولة للمتعلمين لأحد المواقع التعليمية المتاحة على شبكة المعلومات .
- مزايا التعليم الإلكتروني :
1- تمكين الطالب من تلقي المادة العلمية بالأسلوب الذي يتناسب مع قدراته من خلال الطريقة المرئية أو المسموعة أو المقروءة .
2- مراعاة الفروق الفردية بين المتعلمين و تمكينهم من إتمام عمليات التعليم في بيئات مناسبة لهم والتقدم حسب قدراتهم الذاتية.
3- تجاوز قيود المكان و الزمان في العملية التعليمية.
4- سهولة الوصول إلى المعلم حتى خارج أوقات العمل الرسمية.
5- إتاحة الفرصة للمتعلمين للتفاعل الفوري إلكترونيا فيما بينهم من جهة و بينهم وبين المعلم من جهة أخرى من خلال وسائل البريد الإلكتروني و مجالس النقاش و غرف الحوار.
- أنواع التعليم الالكتروني:
1- التعليم الالكتروني المتزامن:
وهو تعليم الكتروني يجتمع فيه المعلم مع الدارسين في آن واحد ليتم بينهم اتصال متزامن بالنص Chat، أو الصوت أو الفيديو.
2- التعليم الالكتروني غير المتزامن
وهو اتصال بين المعلم والدارس، فيه يمكن للمعلم من وضع مصادر مع خطة تدريس تقوم على الموقع التعليمي، ثم يدخل الطالب للموقع أي وقت ويتبع إرشادات المعلم في إتمام التعليم دون أن يكون هناك اتصال متزامن مع المعلم، ويتم التعليم الالكتروني باستخدام النمطيين في الغالب.
3- التعليم المدمج:
التعليم المدمج يشتمل على مجموعة من الوسائط التي يتم تصميمها لتكمل بعضها البعض، وبرنامج التعليم المدمج يمكن أن يشتمل على العديد من أدوات التعلم، مثل برمجيات التعلم ، المقررات المعتمدة على الانترنت، ومقررات التعلم الذاتي، كذلك يمزج التعليم الالكترونى أحداث متعددة معتمدة على النشاط تتضمن التعليم في الفصول التقليدية التي يلتقي فيها المعلم مع الطلاب وجها لوجه، والتعلم الذاتي فيه مزج بين التعليم المتزامن وغير المتزامن.
10- المقرر الالكتروني :
هو محتوى مقرر يوضع في كتاب الكتروني مختصرا لآلاف الأوراق والكلمات التي تظهر في شكل الكتاب التقليدي (الورقى) , يوضع المقرر الالكتروني في قرص صلب مدمج (CD) ، ولكي يحقق الكتاب الالكتروني الأهداف المرجوة يجب أن تتوافر فيه الخصائص التالية :
1- دقة المحتوى وسلامة العملية التعليمية . 2- استخدامــه لأنشطة تعليمية مناسبة .
3- التسلسل والتتابع المنطقي للمحتوى . 4- الاستخدام المناسب للألوان والأصوات .
5- إمكانيـــة نسخ أي جزء منـه . 6- أن يوفــــر تغذية راجعة للمتعلم .
المناهج الدراسية من وجهة نظر أولياء الأمور:
في دراسة لصحيفة الدستور الأردنية، وصف عدد من أولياء امور طلبة في المرحلة الاساسية ، مقررات المنهج الدراسي لابنائهم بـ"التعجيزية".. مؤكدين بأن صعوبة وزخم المناهج تفوق قدرة ابنائهم على الفهم والحفظ ، وخصوصا المواد العلمية مثل الرياضيات والعلوم الى جانب اللغة الانجليزية ، مما ادى الى تراجع تحصيلهم الدراسي . واضاف اولياء الامور الى انهم يجدون صعوبة بالغة في تدريس ابنائهم لهذه المواد وخصوصا مادة الرياضيات "المعاصرة". وأشاروا الى اختلاف المناهج الدراسية عما كانت عليه فيما مضى ، مشددين على انهم غير مضطرين الى اقتطاع جزء من رواتبهم الشهرية من اجل تعيين اساتذة خصوصيين يتكفلون بشرح تلك المواد لابنائهم. وايد هذا الرأي بعض المدرسين لنفس المرحلة والذين لم ينكروا اختلاف وصعوبة المنهاج عما كانت عليه قبل سنوات ، وهو ما انعكس على قدرتهم هم انفسهم على مواكبة ما تتطلبه هذه المناهج الجديدة من تحديث وتطوير الاساليب التعليمية ، مؤكدين ان هذا كله يؤثر في النهاية على الطالب الذي اصبح يواجه صعوبة كبيرة في التحصيل الدراسي.
صعوبة المواد
ان الكتب المقررة لا تنمي عند الطلبة ملكة التحليل والابداع ، اذ ان طبيعة المنهاج تعتمد على الحفظ مما يدفع الطلبة الى نسخها في عقولهم عن ظهر قلب دون فهمها.. وتحديدا قبل فترة الامتحانات. ان الطالبة تقضي ثلاث ساعات يوميا لمراجعة دروسها واحيانا اكثر ،: "لا تجد الطالبات وقتا بعدها للقيام بأي عمل أو نشاط خاص".
وشبهت "هدى قواسمة" فترة تدريسها ومراجعتها لدروس ابنها "رامي" في الصف الخامس وابنتها "شروق" في الصف السادس ، بمعركة حامية الوطيس.. حيث تبدأ بالصراخ وتنتهى بالبكاء من قبل ابنيها اللذين لا يقويان على استيعاب وحفظ ما لقنته لهما ، الامر الذي دفعها الى الحاقهم باحد مراكز التقوية المجاور لمنزلهم من اجل ان يتولى فريق المدرسين في هذا المركز مهام تدريسهم وتقويتهم. وتتساءل "ناهد ابو الرب" وهي ام لثلاثة ابناء في المرحلة الاساسية عن الالية او الخطة التي تتبعها وزارة التربية والتعليم في وضع المناهج التعليمية للطلاب. واشارت الى انها لاحظت في بعض الكتب المدرسية وتحديدا في الصفحات الاولى اسماء العديد من المؤلفين في الكتاب الواحد مؤكدة بان هذا العدد قد يكون السبب وراء صعوبة وتعقيد المنهاج الدراسي والذي لا يرتقي بالمستوى الذهني لدى الطالب. وتقترح السيدة ناهد ان تتبنى الجهات المعنية اجراء دراسات منهجية للتخفيف من ثقل المادة العلمية في الكتب الدراسية وشرحها بطريقة مختصرة ومفيدة ليتسنى للطالب الاستفادة منها..
وتقول "ام شادي" وهي ام لطالب في الصف الرابع الابتدائي: أن المناهج لا تتناسب مع النمو النفسي والذهني للطفل ، حيث نلاحظ ان بعض الدروس تبدأ بطريقة سهلة ، وما ان تصل الى منتصفها حتى يصعب عليّ وعلى ابني فهمها.
وبين "محمد السعدي" ولي امر طالب في المرحلة الاساسية أن بعض المواد التي يدرسها لابنه "هيثم" في الصف السادس تعتمد على "الحشو" ، مشيرا الى ان مادة الاجتماعيات - على سبيل المثال - تتضمن العديد من المعلومات والتي لا يستطيع الطالب استيعابها او حفظها. وتقول "انعام حسان" معلمة سابقة للمرحلة الاساسية: عندما اقارن المناهج الحالية بالمناهج القديمة والتي كنت ادرسها للطلبة ، اجد فرقا كبيرا في طريقة عرض المادة العلمية. فالمناهج القديمة كانت تتيح المجال للطالب وللمعلم استيعاب المادة وهضمها ، كما أن المدرس كانت لديه الفرصة لاثارة تفكير الطلبة ضمن ما يعرف تربويا بالمشاركة الصفية ، بحيث يكون الطالب جزءا من الحصة الصفية وليس مجرد مستمع او متلقي لما يقوله المعلم.
وكانت طبيعة المادة تحفز طرفي العملية التربوية "المدرس والطالب" للابداع في أطار الموضوع نفسه ولهذا كنا نرى الطلبة يحضرون الدروس قبل مجيئهم الى المدرسة بدليل أن معظم الطلاب في الماضي كانوا وما زالوا يتذكرون الاناشيد والدروس التي كانوا يتعلمونها في مرحلة دراستهم الاساسية ، بينما لا يتذكر الكثير من الطلاب في هذه الايام المادة الدراسية التي انتهى منها في الفصل الاول.
منهاج ايجابي
من جهة اخرى يرى الاستاذ محمد أبو عمارة استاذ الرياضيات ومدير عام مدارس المملكة أن المنهاج الحالي ايجابي ويراعي الفروق الفردية بكل المقاييس ، الى جانب انه متدرج ويطرح مواضيع تربط بين العلم المجرد وواقع الحياة. واشار ابو عامرة الى ان الصعوبة التي يواجهها اولياء الامور في تدريس ابنائهم تعود الى انهم لم يواكبوا تطور هذه المناهج التي يدرسها ابنائهم من الصف الاول الابتدائي وان اغلب اولياء الامور ما زالوا يربطون ما بين المنهاج القديم الذي درسوه وبين المنهاج الحديث المقرر على ابنائهم والتي قامت وزارة التربية والتعليم بتطويره بافضل الطرق السلسة حيث راعت فيه المستوى الفكري والذهني للطالب في كل مرحلة.
واشار ابو عمارة الى ان الكثير من الطلبة قد يجدون صعوبة في فهم واستيعاب بعض المواد التي تحتاج الى شرح تفصيلي مثل مادة الرياضيات ، وهذا يعود الى المدرس نفسه والذي لا يمتلك مهارات التدريس الحديثة في توصيل المعلومة للطالب بشكل بسيط وغير معقد. وتقول الطالبة "وفاء محمد" من الصف الخامس الابتدائي انها تجد صعوبة في فهم بعض المواد العلمية مثل قوانين مادة الرياضيات المتشعبة ، الى جانب مادة العلوم والتي تحتاج الى حفظ كل معلومة فيها. واشارت وفاء الى انها تعتمد على فهم واستيعاب دروسها على والدها الذي يتابع معها مراجعة وحفظ الدروس يوميا. وكذلك تحدث الطالب "معاذ الصقر" في الصف الرابع الابتدائي فقال انه يجد صعوبة كبيرة في حفظ بعض المواد مثل اللغة العربية والعلوم ، مشيرا الى انه لا يستطيع حفظ بعض الاناشيد المقررة عليهم في اللغة العربية والتي تزيد عن الصفحة.
تطور المناهج
أخذت وزارة التربية والتعليم في الأردن بعين الاعتبار جملة من المبادئ والأسس التي استندت عليها عملية اعداد هذه المناهج ، ومن اهمها مراعاة الفروق الفردية بين الطلبة وهذا يعني تقديم مادة تعليمية للطلبة بمستويات متفاوتة من الصعوبة بحيث يكتسب الطلبة مفاهيم ومعلومات ومهارات واتجاهات تتناسب مع قدراتهم وامكاناتهم واتجاهاتهم .
ويضيف: ومن هنا يرى المتفحص لهذه المناهج بأن عملية التأليف راعت بشكل كبير هذا البعد حيث تم وضع أنشطة وتمارين ومسائل تتناسب مع هذه القدرات ، وقد تم ايضاً تخصيص جانب من هذه الأنشطة والتمارين للطلبة المتميزين والطلبة المتفوقين ، ومثل هذه الأنشطة والتمارين تشكل صعوبة لبقية أقرانهم بالصف وفي الوقت نفسه روعي في اعداد المواد التعليمية الطلبة ذوي القدرات الجيدة والمتوسطة.
وقال: ومن العوامل التي قد تكون ادت إلى مواجهة الصعوبات في هذه المناهج والمواد التعليمية من قبل الأهل هي محاولاتهم لمساعدة ودعم أبنائهم في اكتساب مثل هذه المفاهيم دون أن يواكب ذلك معرفة منهم بأن الأدوار المطلوبة من المعلم والطالب قد اختلفت عند اعداد هذه المناهج حيث اصبح دور المعلم وولي الأمر هو موجه وميسر لعملية التعليم حيث تم الابتعاد عند صياغة هذه المناهج عن أسلوبي التلقين والحفظ.
فقد أصبح دور الطالب في هذه المناهج أكثر فعالية ونشاطا مما كان عليه في المناهج السابقة خاصة فيما يتعلق بالحصول على المعلومة وتحليلها وتطبيقها في الحياة اليومية ، ومن هنا صيغت هذه المواد التعليمية بمكوناتها المتعددة على شكل تمارين واسئلة وانشطة تثير التفكير لدى الطلبة وتحفزهم على حل المشكلات وتطبيق المعرفة في الحياة. أن هنالك تطوراً واضحاً في المناهج الجديدة إذا ما قورنت بسابقتها ، فقد تضمنت المناهج الجديدة محاور أساسية لم تكن موجودة في المناهج القديمة ، فعلى سبيل المثال ادخلت إلى مناهج الرياضيات في المرحلة الأساسية الدنيا محاور الهندسة والاحصاء والاحتمالات والقياس ، والانماط ومثل هذه المحاور كانت مغيبة في المناهج القديمة.
وبين الدكتور جرادات أن الوزارة قامت بتدريب كافة المعلمين من مختلف التخصصات والمراحل الدراسية على المناهج الجديدة قبل تطبيقهم لها ، وكذلك مساعدتهم على التخطيط للحصة المدرسية وتقويم اداءات الطلبة ، كما وفرت مصادر أخرى للتعلم بالإضافة إلى الكتاب المدرسي وتطوير المحتوى الالكتروني في مباحث متعددة مثل الرياضيات والعلوم واللغة الانجليزية ، وتم تحميلها على منظومة التعلم الالكتروني بحيث تتمكن المدارس من الوصول اليها بكل سهولة ويسر. وأضاف أنه قد تم تطوير هذا المحتوى الالكتروني بما يلبي احتياجات الطلبة المتعددة ويشكل لهم مورداً اضافياً للتعلم بقصد تبسيط بعض المفاهيم الصعبة للطلبة وأيضاً تقديم مواد اثرائية للطلبة المتميزين باسلوب مشوق يثير دافعيتهم للتعلم. وقال كما قامت الوزارة بتطوير أدلة للمعلمين لكافة المباحث الدراسية ولكافة الصفوف وفي وقت مبكر وتوزيعها على المدارس للاستعانة بها في تحضير وتنفيذ الحصة الصفية وهذا الدليل يعتبر مساعداً كبيراً للمعلم في احداث التفاعل الصفي حيث تضمن كل ما يحتاجه المعلم لتنفيذ الحصة الصفية بكفاءة وفعالية. واضاف جرادات أن الوزارة ولكي تضمن بأن ما يتم تطويره من مناهج وكتب وأدلة معلمين وأدلة تجارب وأنشطة مخبرية حرصت أن يكون (المعلمون والمعلمات) هم من يقومون على عملية تطوير هذه المناهج لأنهم الأقدر على تحديد احتياجات الطلبة ومستوياتهم وبالتالي تقديم الخبرة المناسبة لهم. وقال الدكتور جرادات أن لعملية تطوير المناهج والمواد التعليمية أثر كبير في تحسين مخرجات التعلم بشكل عام ، ونتائج الطلبة الذين شاركو في الدراسة الدولية للعلوم والرياضيات حيث احتل الأردن المرتبة الأولى عربياً في هذه المسابقة الدولية ، وكانت نتائج الطلبة في العلوم أعلى من المتوسط العالمي.
وأشار جرادات إلى أن الدراسة التي قام بها المركز الوطني لتنمية الموارد البشرية قد دلت على وجود علاقة طردية بين درجة تطبيق المناهج الدراسية والمواد التعلمية وتوظيف التكنولوجيا في التعلم وتدريب المعلمين ، وذلك حسب خطة الوزارة في تطوير التعليم نحو اقتصاد المعرفة في المرحلة الأولى ومستوى أداء هذه المدارس في مجالات التحصيل الدراسي للطلبة بشكل خاص والبيئة التعليمية المدرسية بشكل عام. وبين جرادات أن المناهج والكتب المدرسية في طور التجريب وسيتم أخذ كافة الملاحظات التي ترد إلى إدارة المناهج حول هذه الكتب ، بالإضافة إلى تشكيل لجان التجريب سنوياً لرصد الملاحظات التي ترد من المعلمين والطلبة علماً أن إدارة المناهج كانت حريصة منذ البداية على استقبال كافة الملاحظات على المناهج ، وذلك من خلال تضمين هذه الكتب نموذجاً تطلب خلاله امكانية تزويد الوزارة بأية ملاحظات على هذه المناهج الجديدة .
دمج المواد والتركيز على الهدف
إذا ما استعرضنا أمثلة لبعض مناهجنا الدراسية نلاحظ الكثير من القصور في بعضها، فمثلا لا توجد علاقة بين مواد اللغة العربية التي يتم تدريسها في المرحلة الابتدائية (القواعد- النشيد والمحفوظات- القراءة- الإنشاء) وتلك التي تدرس في المرحلة المتوسطة والمرحلة الثانوية شاملة النحو والصرف والأدب والنصوص والبلاغة. تدرس كل مادة على حدة ومنفصلة عن الأخرى، ومن الأفضل دمج جميع هذه المواد في مادة واحدة تسمى مثلاً «اللغة العربية» ويتم فيها تعليم القواعد تطبيقياً، وليس المطلوب حفظ هذه القواعد في حصة مستقلة، وإنما المطلوب هو تطبيقها.. وكذلك الأدب والنصوص والبلاغة التي يمكن تذوقها، أما إذا كانت في قواعد فيتم حفظها بجمود مثل حفظ كلمة الجناس أو التورية وحفظ بعض الأمثلة عليها عن ظهر قلب في منهج واحد لا يخرج الامتحان عنه مما يرسخ في ذهن الطالب الانفصال بين هذه المواد ويفهم أن النصوص مستقلة عن البلاغة والقواعد مستقلة عن المطالعة .
أما المواد العلمية كالجيولوجيا والفيزياء والكيمياء والرياضيات فتحولت إلى مواد لتحفيظ الأسماء العلمية مثل حفظ اسم الصخر الفلاني واسم الحيوان الفلاني والعنصر الكيميائي الفلاني ومن يكتب اسمه صحيحاً في الامتحان فهو الطالب الممتاز، بغض النظر عن أي تفكير أو إبداع في هذا المجال. و يدرس الطلاب الصخور النارية ولا يعلمون عنها شيئاً وكأنها شيء من الخيال بينما هي موجودة في شكل براكين جامدة في أماكن كثيرة يسهل على الطلاب الوصول إليها و دراستها على طبيعتها والخروج بملاحظات وانطباعات عملية حولها بدلاً من حفظ أسمائها في المنهج الذي يجب ألا يخرج عنه الامتحان.. كما يدرسون تركيب الزهرة في الأحياء ولا يرونها وهي موجودة في فناء المدرسة.. بل ويتم تحفظيهم رسمة الزهرة وأسماء أجزائها وأغشيتها.. كل هذه المناهج تحولت إلى تكبيل فكر الطالب وحصر له بدل انطلاقه وإبداء رأيه في المواد والأحداث التي يراها في حياته اليومية. والامتحانات تأتي محصورة في هذه المناهج، وعلى الطالب حفظ كل ما يرد فيها من أسماء ورموز ونظريات دون فهم وإدراك معانيها. وأغلب المدارس لا تهتم بحصة المختبر والحصص التطبيقية الأخرى التي تعتبر أهم وأفيد الحصص وهي تجد اهتماما كبيرا في مدارس الدول المتقدمة، وربما كان ذلك هو السر وراء نبوغ طلابها وميلهم للجوانب التطبيقية والعملية الشيء الذي انعكس جليا في النهضة الصناعية والتكنولوجية في تلك البلدان.
دراسة البحث الميدانية
استبيان استطلاع رأي
مدى ملائمة المناهج المدرسية في التربية والتعليم لاحتياجات الطلاب في عصر الانفجار المعرفي والتقدم العلمي
الوظيفة: معلم ..... مدير ....... طالب ........ مشرف ....... ولي أمر ........
م العبــــــــــــــــــارة موافق بشدة موافق لا أدري أرفض بشدة أرفض
1 المناهج الدراسية الحالية قديمة وغير متطورة 17 40 3 5 9
2 يشارك المعلمون ومدراء المدارس في تطوير المناهج وتصميمها 3 8 2 37 24
3 يتم تطوير المناهج العلمية فقط 48 17 1 4 4
4 تتعرض المناهج الدينية للتطوير والتقليص 12 44 5 9 4
5 تتوفر المناهج التعليمية الالكترونية 4 11 0 50 9
6 يتم إعلام المعلمين بطرق التدريس الحديثة التي تتناسب مع كل مادة دراسية من خلال التقارير والتعميمات التربوية 3 18 1 2 50
7 يراعى حاجات الطلاب الاجتماعية والنفسية عند تخطيط المناهج 45 25 0 4 0
8 يتم اعلام الطلاب بالمعلومات والمعارف الحديثة التي ظهرت في العصر الحديث 12 24 7 20 11
9 المناهج الحالية تتميز بالحشو غير المفيد 42 15 3 12 2
10 تعتمد المناهج اللغوية على الكتب والمراجع القديمة 19 41 1 1 12
11 يتم اعلام الطلاب بالتطورات العالمية الحالية من نشوء الدول وانتهاء الدول عن الخارطة العالمية 55 11 1 6 1
12 يتم التركيز على زيادة المواطنة والانتماء في المناهج الحديثة 60 14 0 0 0
13 المناهج الحديثة تحتاج إلى ميزانيات كبيرة لتنفيذها 35 24 4 10 4
14 أشجع المناهج الالكترونية المحوسبة 15 29 1 20 9
15 المناهج المحوسبة لا تتوافق مع القيم والعادات والتقاليد الاسلامية والعربية والأردنية بشكل عام 17 22 1 24 10
16 يراعى الفروق الفردية بين الطلاب عند تخطيط وتصميم المناهج 2 7 3 60 2
17 تؤمن الكتب والمناهج الدراسية مجانًا على حساب الحكومة 65 5 4 0 0
18 تطبق طرائق التدريس الحديثة في المدارس الخاصة فقط 52 9 1 3 6
19 تطبق طرائق التدريس الحديثة والمناهج المحوسبة في مدارس الملك عبدالله الثاني للتميز 60 14 0 0 0
20 مدارس الملك عبدالله الثاني للتميز نموذج لتطوير وتخطيط المناهج الحديثة 37 33 1 1 2
21 يتم مراقبة مناهج المدارس الخاصة والأجنبية على وجه الخصوص 13 24 3 20 14
22 يتم مراقبة مناهج اللغة الانجليزية في المدارس الخاصة 2 4 7 40 21
23 يتم الاستعانة بخبراء أجانب في تخطيط وتطوير المناهج الأردنية 14 6 1 40 13
24 تراعى الحالة السياسية والاقتصادية للبلد عند تخطيط المناهج وتطويرها 22 11 1 1 39
25 يشارك أولياء الأمور في تخطيط المناهج وتطويرها 2 9 3 36 24
المجموع 656 465 54 405 270
1121 54 675
جدول المتغيرات:
موافق بشده موافق لا أدري غير موافق بشده غير موافق
العدد 656 465 54 405 270
العدد 1121 54 675
النسبة % 60.59% 02.91% 36.48%
قطاع دائري يمثل المتغيرات الخمسة:
جدول المستبينين ونسبهم المؤية:
معلم مدير مشرف طالب ولي أمر الاجمالي
العدد 32 6 4 15 17 74
النسبة 43.24% 08.10% 05.40% 20.27% 22.97% 100%
النتائج العامة للبحث:
1. المناهج الدراسية الحالية قديمة وغير متطورة
2. يتم تطوير المناهج العلمية فقط
3. تتعرض المناهج الدينية للتطوير والتقليص
4. يراعى حاجات الطلاب الاجتماعية والنفسية عند تخطيط المناهج
5. المناهج الحالية تتميز بالحشو غير المفيد
6. تعتمد المناهج اللغوية على الكتب والمراجع القديمة
7. يتم اعلام الطلاب بالتطورات العالمية الحالية من نشوء الدول وانتهاء الدول عن الخارطة العالمية
8. يتم التركيز على زيادة المواطنة والانتماء في المناهج الحديثة
9. المناهج الحديثة تحتاج إلى ميزانيات كبيرة لتنفيذها
10. أشجع المناهج الالكترونية المحوسبة
11. المناهج المحوسبة لا تتوافق مع القيم والعادات والتقاليد الاسلامية والعربية والأردنية بشكل عام
12. تؤمن الكتب والمناهج الدراسية مجانًا على حساب الحكومة
13. تطبق طرائق التدريس الحديثة في المدارس الخاصة فقط
14. تطبق طرائق التدريس الحديثة والمناهج المحوسبة في مدارس الملك عبدالله الثاني للتميز
15. مدارس الملك عبدالله الثاني للتميز نموذج لتطوير وتخطيط المناهج الحديثة
16. يتم مراقبة مناهج المدارس الخاصة والأجنبية على وجه الخصوص
التوصيات:
• ضرورة تطوير المناهج الدراسية الحالية ويجب أن تكون متلائمة مع العادات والتقاليد الاسلامية والعربية والأردنية.
• ضرورة تحديث المناهج الدراسية بالمعارف والعلوم الحديثة.
• ضرورة الاستفادة من تقنيات التعليم المختلفة.
• العمل على الاستفادة من المعلومات المنتشرة في الانترنت وقواعد المعلومات.
• ضرورة التعرف على حاجات الطلاب قبل تخطيط المناهج.
• ضرورة أخذ رأي أولياء الأمور عند تخطيط المنهج.
المراجع:
أولا: الكتب:
1. اللقاني ، احمد حسين ؛ سنيه ،عودة عبد الجواد ، تخطيط المنهج وتطويره ، الأهلية للنشر و التوزيع ، عمان ، الأردن ، 1989
2. احمد الخطيب وآخرون : دليل البحث والتقويم التربوي ، دار المستقبل للنشر والتوزيع عمان ، الأردن ، 1985
3. جابر عبدالحميد جابر، يحيى هندام، المناهج، أسسها ، تقويمها، تنظيمها.
4. جودت احمد سعاده، مناهج الدراسات الاجتماعية، ط2، 1984، دار العلم للملايين،
5. حلمي الوكيل ومحمود بشير : الاتجاهات الحديثة في تخطيط وتطوير مناهج المرحلـــــة الأولى وزارة التربية والعليم ، القاهرة ، 1987
6. سليمان، - عرفات عبدالعزيز – (ديناميكية التربية في المجتمعات)
7. منى مؤتمن، دراسة أبرز المشكلات التي تواجه محو الأمية في الأردن، (قدم المناهج)، 2007،
8. محمد زياد حمدان، تقييم التعلم، أسسه وتطبيقاته، ط1، 1980، دار العلم للملايين،
9. مصطفى السايح : أدبيات البحث في تدريس التربية الرياضية ، دار الوفــاء لدنيا الطباعة والنشر ، الطباعة والنشر ، فكتوريا ، الإسكندرية ، 2009
10. وزارة التربية والتعليم / مديرية المناهج والتقنيات ، خطة تطوير المناهج و الكتب المدرسية والمواد و البرامج التعليمية التي انبثقت عن المؤتمر الوطني للتطوير التربوي المنعقد في عمان ، 6 – 7 / 9 / 1987.
المواقع:
11. أحمد فخري الهياجنة، دور نظم التعليم الإلكتروني في معالجة إشكاليات التعليم في المنطقة العربية، المعهد العربي لانماء المدن، من موقع: www.araborban.org
12. أمين عام وزارة التربية والتعليم للشؤون التعليمية والفنية الدكتور فواز جرادات، جريدة الدستور،.
13. جمانه سليم، صحيفة الدستور، العدد رقم 14729 الثلاثاء 23جمادى الاولى 1430هـ الموافق 19 أيـار 2009
14. المناهج الدراسية بين النظرية والتطبيق، من موقع: http://www.bab.com/
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق